صورة أرشيفية
داخل مباحث رعاية الأحداث عام 1999، تجلس عواطف التي لم يتجاوز عمرها الـ15 عامًا، مليئة بالألم النفسي، لتجد نفسها في ليلة وضحاها مجرمة بعد قتل رضيعها الذي وضعته سفاحا وفقا لوصفها.
كانت "عواطف" تعيش مع عائلتها في إحدى القرى، تعمل مع والدها بالفلاحة تساعده بزراعه أرضه، وتوفيت والدتها أثناء ولادتها لشقيقها الأصغر فأصبحت الصغيرة ترعى أسرتها قائلة: "الكل تخلى عنا أهل وأصدقاء".
تعرفت "عواطف" على شخص أثناء عملها في الأرض وحدث بينهما علاقة غير شرعية، وظلت تلتقي به أكثر من مرة وسط الحقول دون معرفة والدها لتصفها: "أنا نفسي معرفش إزاي بدأت العلاقة دي"، وفقا لما نشر بصحيفة "الأحرار" عام 1999.
وسرعان ما بدأت علامات الحمل في الظهور عليها فانتفخت بطنها وتسأل الكثيرون "متى تزوجت"، إلا أن والدها كان يرد أنه انتفاخ طبيعي وابنته تتناول المشروبات الساخنة للتغلب عليها ولم يعير للأمر اهتماما ورد على أحد المزارعين الذب نصحه باصطحاب ابنته للطبيب قائلا: "بنتي طيبة وبخير وبتشتغل بانتظام من غير تعب ومش محتاجة دكتور".
وجاء يوم الولادة، فكانت عواطف تشعر بتعب وآلام كبيرة لم تستطع تحملها ما جعلها تذهب على الفور إلى وحدة الإسعاف التابعة للقرية واكتشفت أنها في حالة وضع، وبالفعل ولدت وتفاجأت بطلب بيانتها من قبل الطبيب لتسجيل الطفل، فأخبرته أن والده مسافرا للخارج والدها متوفي.
ثم سألها الدكتور عن اسمها فردت عليه بـ "عواطف"، فقال لها وأين أهل زوجك فقالت إنها لا تعلم عنهم شئ، فذهب الطبيب وطلب من إحدى الحكيمات أن تحصل منها على بيانات كاملة وتتولي مهمتها متابعة: "كل ده كان بعد ولادتي بـ24 ساعة".
نظرت "عواطف" إلى رضيعها وقالت: "وضعته سفاحا بعد علاقة غير شرعية"، وعلمت قبل ولادتها أن والده دخل السجن فبدأت في حالة حيرة وتساؤلات عن مصير المولود ما جعلها تقرر قتله عن طريق كتم أنفاسه حتى تأكدت من موته.
وعقب ذلك بدأت الأم القاتلة بالصراخ حتى جاء الطبيب وأخبرها بعد الكشف على الرضيع أنه توفى فصرخت مرة أخرى وهربت من وحدة الإسعاف بالمساء وعادت إلى منزلها، ووجد والدها أن الانتفاخ قد ذهب عنها فردت عليه بأنها أجرت عملية في بطنها، وتم القبض عليها بعد اكتشاف وفاة الرضيع جنائيا.
تعليقات الفيسبوك