اعتصر حبها قلبه، وفقد النطق لمدة أسبوعين، ولم يبق أمامه سوى قلمه ومذكرته التي يدون فيها جراحه، فأصبحت قصيدة الحب الأعظم في تاريخ الأغنية العربية.
وقف حسن المرواني، الشاب العراقي الفقير، في حفل التخرج لكلية التربية في بغداد عام 1978، يرثي حبه وحبيبته التى أحبها سنوات وكان يظن أنها تحبه، إلا أنها اختارت شاب أغنى منه وتزوجته، قائلا، "ماتت بمحرٍآب عينيك ابتهالاتي، واستسلمت لرياح اليأس راياتي، جفت على بابك الموصود، أزمنتي ليلى وما أثمرت شيئًا نداءاتي".
علقت أبيات قصيدة المرواني، في ذهن أحد الحاضرين، وبعد مرور عدة سنوات، في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كان يجلس هذا الشاب في أحد مطاعم بغداد، في الوقت الذي كان يتواجد فيه القصير "كاظم الساهر"، فسمعه يلقي أبيات أسرت مسامعه وذهب يسأله: "أنت من كتب هذه الأبيات؟".
كان حينها، يعمل المرواني مدرس لغة عربية، حتى تفاجأ بأبيات قصيدته "اليتمية" منشورة في إعلان بإحدى الصحف العراقية، في أوائل التسعينيات، فكان كاظم الساهر يبحث عنه صاحب قصيدة "أنا وليلى"، التي وقعت في قلبه.
قال كاظم، في إحدى لقاءاتع التلفيزيونية، "عندما قرأت كلمات (أنا وليلى)، بقيت أبحث عن الشاعر لسنوات وعندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجل فقير وهو أستاذ لغة عربية فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة من 330 بيت شعر"، مشيرًا إلى أن كل من كان يدعى أن هذه قصيدته يجلب له بيتان أو أربعة أبيات من القصيدة.
بعدما اتفق كاظم والمرواني، ذهب له إلى الأستوديو، بدأ القيصر في تلحين الأبيات، حتى أجهش المرواني في البكاء، وروى له القصة وذكريات حبه.
تم إصدار الأغنية فيما بعد، في ألبوم حمل اسمها "أنا وليلى"، وحصلت الأغنية على المركز الأول عربيًا والسادس عالميًا في استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية BBC لأفضل أغنية في القرن العشرين.
تعليقات الفيسبوك