"قم للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا"، بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي، صاغه تفضيلًا واعترافًا منه لمكانة المعلم في المجتمعات، وما يقدمه من رسائل مهمة تساهم في بناء الأجيال وتحضر الشعوب.
السينما المصرية بدورها لم تغفل عن مكانة المعلم وسط طلابه، ولكنها عالجت الأمر من وجهات نظر مختلفة، وفقا لاختلاف الثقافات والبيئات بالبلاد.
ووفقًا للدور الحيوي والأساسي لـ "المدرس" فقد قدم الكثير من مشاهير الفن شخصية المعلم، بأشكال مختلفة تنوعت ما بين الدراما، والكوميديا، والتشويق، وترصد "الوطن" مجموعة من أبرز تلك الشخصيات.
"الأستاذ حمام" كان هو المدرس خفيف الظل ذو الشخصية المحبوبة المتسامحة، الذي وقع في حب تلميذته التي تصغره بأعوام، وانجذب إليها وعاد معها إلى فترة شبابه من جديد.
الشخصية التي قدمها النجم الراحل نجيب الريحاني، أثرت تأثيرًا كبيرًا في الجماهير على مر العشرات من الأجيال، حيث أبدع في رسم صورة للمعلم البسيط المتميز في عمله بسلاسة وإتقان.
كانت أحلام أستاذ "مستطاع طه" مدرس الفلسفة بسيطة، حيث كان يمارس مهنته التي يحبها لكسب العيش والرزق الحلال، إلى أن اصطدمت أحلامه بأرض الواقع، ومع زيادة متطلبات الحياة فكر في اللجوء لمجال الدجل والشعوذة، وقد قدم الراحل أحمد زكي هذا الدور المتحول بتميز شديد، لينتقل من شخصية المعلم "الغلبان" إلى الدجال النصاب.
بينما على الجانب الآخر قدم أيضًا أحمد زكي في حلقة "جرس الفسحة" إحدى حلقات المسلسل الاجتماعي "هو وهي"، شخصية أستاذ "مؤنس" المدرس الصارم المتمسك بعادات وتقاليد الأرياف، والذي يرى بعدم فائدة تعليم الفتيات، وأن مكانهم الصحيح هو المنزل فقط، ولكن مع حبه لزميلته بالمدرسة أستاذة "صفية" والتي جسدته الراحلة سعاد حسني، يبدأ في تغيير معتقداته بعدما رأى تفوق ابنة أخيه بالمدرسة بفضل زميلته "صفية".
كما قدم النجم الراحل حسن عابدين شخصية "حسن عبد ربه" مدرس الفلسفة، في المسلسل الدرامي "نهاية العالم ليست غدًا"، الذي يصطدم فيه بأفكار وتقاليد الواقع الذي يعيش به، مع ثقافته الشخصية ويحاول في إصلاح ما حوله ونشر أخلاقياته، ولكنه يفشل وينتظر معجزة من السماء أو "كائنات فضائية" تغير ذلك الواقع من حوله.
وجسد نور الشريف شخصية المعلم المحافظ على تقاليد وثقافات قريته، إلى جانب مواكبة حياة المدينة وما تحمله من ثقافات متفتحة في فيلم "آخر الرجال المحترمين"، حيث قدم شخصية الأستاذ "فرجاني" مدرس اللغة العربية، الذي يحاول البحث عن تلميذته الضائعة منه أثناء رحلة مدرسية بالمدينة.
وتميز الفنان الراحل عبد الله فرغلي في دوره الكوميدي الأستاذ "ملواني" بالمسرحية الكوميدية "مدرسة المشاغبين"، والذي قدم فيه شخصية المعلم ذو الشخصية الطيبة التي يستغلها التلاميذ في السخرية منه.
أستاذ "داوود عبد البر" الشخصية التي جسدها النجم الراحل فؤاد المهندس، بالمسلسل الدرامي "الدنيا لما تلف"، صور من خلالها معاناة أحد المعلمين أثناء عمله بمدرسة خاصة وسط مواقف كوميدية متنوعة.
وبسؤال "الوطن" لمجموعة من المعلمين عن تجاربهم داخل المدرسة، كانت مواقفهم مختلفة.
قالت "فاطمة مصطفى" مدرسة بالمعاش؛ إنها عاصرت أجيالًا مختلفة بالمراحل التعليمية، وأوضحت تجربتها في التعامل الشخصي مع الطلاب قائلة: "زمان كان الطلبة بيخافوا من المدرس لدرجة كبيرة وده كان مجرد احترام، بس من رأيي الأفلام المصرية زمان مركزتش على الجانب ده، وخدت الموضوع بشكل كوميدي أكتر".
وأضاف "عصام العطار" مدرس فيزياء؛ أنه يتعامل مع طلابه بشكل ودي وأخوي لدرجة كبيرة، حتى أنه يتعامل معهم شأنهم شأن إخوته، ولا يفضل التعامل بطريقة رسمية معهم، قائلًا: "بتعامل معاهم كأننا صحاب، وبنخرج سوا وبيحكولي حاجات كتير، وبحب أفيدهم بخبرتي، ومن رأيي إن دي أفضل معاملة المفروض تكون بين المدرس وطلابه، وكان نفسي الأفلام تركز شوية على المعاملة دي وتنشرها بالطريقة السليمة".
تعليقات الفيسبوك