من نوفمبر 1827 إلى 31 أكتوبر، في إدنبرة في إسكتلندا، كان هناك سلسلة من جرائم القتل الغريبة ارتكبها شخصان يدعيان بورك وهير.
ونُسبت عمليات القتل في النهاية إلى هذان الشخصان، ويليام بورك ووليام هير، إذ اكتشف المحققون أنهما كانا يقتلان الضحايا، الذي وصل عددهم لـ17 شخصا، لطبيب يسمى روبرت نوكس ليقيم عليها محاضرات ويجري عمليات تشريحية في كلية الطب في "أدنبره"، حسب موسوعة الجرائم العالمية "murderpedia".
وكان بين المتواطئين معهم في جرائمهم، عشيقة بورك، هيلين مدوجال، وزوجة هير، مارجريت ليرد، أما عن طريقتهم في القتل، تسمى "burking method"، وتعني قتل الغير خنقا بقصد بيع جثته لتستعمل في أغراض التشريح.
وقبل عام 1832، كانت هناك جثث غير كافية متاحة بشكل قانوني للدراسة وتعليم التشريح في كليات الطب البريطانية، وكانت جامعة إدنبرة مؤسسة مشهورة عالمياً للعلوم الطبية، وعندما بدأ العلم الطبي في الازدهار في أوائل القرن الـ19، ارتفع الطلب بشكل حاد عليها، ولكن في الوقت نفسه انخفض العدد الذي يقدمه العرض القانوني الوحيد لهذا الغرض، وهم جثث المجرمين الذين تم إعدامهم، وهذا بسبب انخفاض معدل الإعدام في هذا الوقت.
ما كان متاح حوالي جثتين أو 3 في السنة لعدد كبير من الطلاب، واجتذب هذا الوضع العناصر الإجرامية التي كانت على استعداد على القتل من أجل بيع الجثث بأي وسيلة.
ولد بورك عام 1792، في شمال أيرلندا، وبعد تجربة قاسية له في العمل في مجموعة متنوعة من الوظائف، منها مساعد طبيب، ترك زوجته وطفليه في أيرلندا وهاجر إلى اسكتلندا حوالي عام 1817، ومثل بورك، هاجر هير، الذي ولد في نفس عام مولد شريكه، من أيرلندا إلى اسكتلندا.
في أواخر عام 1838، انتقل بورك وعشيقته إلى منطقة "تانر كلوز" في أدنبره، والتقى بشريكه هير هناك، وأصبحوا أصدقاء مقربين.
وأول جثة باعوها كانت جثة جار لهم توفي لأسباب طبيعية، وهو متقاعد عجوز، وبدلاً من دفن جثته، ملأوا النعش بالخشب وذهبوا بالجثة إلى جامعة أدنبره، بحثًا عن مشترٍ، وباعوها مقابل 7.10 جنيه استرليني للدكتور روبرت نوكس، عالم التشريح في الجامعة.
وأول ضحية قتلوها كانت لجار لهم مريض، اسمه جوزيف ميلر، أما الضحية الأخيرة كانت مارجوري كامبل دوشيرتي، استدرجها بيرك إلى دار الإقامة مدعياً أن والدته قريبتها، وعندما بدأ في تنفيذ عملية القتل، سمع الجيران الصراخ، وفي اليوم التالي، أبلغ شخص ما الشرطة عن وجود جثة في مسكن بيرك، ولكن عندما وصلت الشرطة لم تجد أي جثث.
ولكن بسبب عدم توافق كلام الجناة في التحقيقات، ثبت أن لهم يد في عملية القتل، وأمرت السلطات بحبسهم جميعا.
ولكن لم تكن الأدلة ضد هير كافية، فتم الإفراج عنه، وما حدث له في نهاية المطاف ما زال غير معروف، وفي 28 يناير 1829، تم شنق بورك، ويتم عرض هيكله العظمي في متحف كلية الطب في أدنبره.
تعليقات الفيسبوك