التمرد على النفوذ الأسري والقالب المنتظر لابن العائلات الكبرى، كانت السمة التي بدأ بها النجم الراحل جميل راتب مشواره الفني، رافضًا القيود ومعلنًا تمرده في المرحلة الجامعية الأخيرة تاركًا "الاقتصاد والعلوم السياسية" لأجل معهد التمثيل، مرتضيًا بامتهان مهن لم تخطر على باله يومًا حتى يستكمل حلمه.
وفي عام 1948 ترك جميل راتب موطنه متجهًا إلى باريس بعدما تدخل نفوذ أسرته في حذف مشاهده بأول فيلم شارك فيه في مصر كان يحمل اسم "الفرسان الثلاثة"، حيث اكتشفت عائلته حقيقة التمثيل بعدما رشحه مخرج الفليم لعمل آخر، فتأكد أنه لن يوجد مخرج مصري سيفكر فيه مرة أخرى بعد ما فعلته عائلته.
التحق "راتب" في باريس بالجامعة لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية كما يخطط لأبناء الذوات، إلا أنه التحق في نفس الوقت بمعهد التمثيل، حسب ما روى في حوار له مع صحفية الأخبار عام 1988، وفي آخر عام دراسي ذهب لتأدية الامتحان في معهد التمثيل ولم يحاول التقدم للامتحان في الجامعة لأنه لم يكن قد دخلها إلا مرة واحدة.
وبسبب موقف الأسرة كان لزامًا عليه الاعتماد على نفسه، حيث إنه اشترك مع زملائه في المعهد في تكوين فرقة مسرحية ولكن دخل مثل هذه الفرقة لم يكن يكفي لنفاقتنا، لذا عمل "كومبارس"، ومارس مهن أخرى مثل "شيال" في سوق الخضار، كما عمل في بعض المطاعم، وعمل مترجمًا أيضًا، وزاول كل هذه المهن على مدى 3 سنوات وهي مدة دراسته بالمعهد.
يذكر أن الفنان جميل راتب توفي اليوم، متأثرًا بمرضه، عن عمر يناهز 92 عامًا، وستشيع الجنازة من مسجد الأزهر الشريف، ظهر اليوم.
تعليقات الفيسبوك