500 عام تقريبا مرت منذ أن تولت إليزابيث الأولى حكم بريطانيا، 500 عام ومازال الاختلاف قائم بين أساتذة التاريخ بوجه عام والمهتمين بالتاريخ الإنجليزي في هذه الحقبة بوجه خاص، هل كانت الملكة ذكر أم أنثى؟! أم شيء ليس له علاقة بالاثنين "خنثى".
لماذا تحير الناس؟
1 - الملكة اليزابيث التي حكمت قرابة الـ40 سنة؛ تولت العرش وعمرها 25 عاما تقريبا، وأمرٌ طبيعي أن تتزوج الملكة ليكون لها وريث للعرش لأن عدم زواجها يهدد المملكة ويؤدي إلى نهاية الحكم الملكي في بريطانيا؛ إلا أنها أصرت على قرارها بالرفض النهائي للزواج، لكن عدم الزواج ليس سببا رئيسيا للشك في جنسها.
يقول البعض إنها لم يكن مرغوبا فيها منذ ولادتها، خصوصا أن والدها الملك هنري الثامن كان يريد ذكرا يرث عرشه، فماذا يفعل الملك معتنق المسيحية الذي أراد أن يجرب حظه مع زوجة ثانية؟
طلب من الكنيسة الطلاق من زوجته آن بولين إلا أن الكنيسة رفضت، وعلى إثر ذلك لفق لزوجته قضية زنا بـ 5 أشخاص وانتهت حياتها بقطع رأسها وانتهاء حياة المتهمين الـ 5 أيضا، وعلى الأرجح لم يمسها أحدهم لكن من باب سبك الأمر أطار رؤوسهم، وقد يكون ما حدث لوالدتها سببا لعدم رغبتها في الزواج.

2 - النظرية الثانية تقول إنها ماتت بعمر 11 سنة تقريبا من أثر مرض مفاجئ في قصر ريفي كانت تستجم به بعيدًا عن لندن لتفشي وباء بها، وتسبب موتها في حالة من الرعب بين الخدم فقرروا دفنها وألبسوا ولدا من أقارب أمها شبيه بها وفي نفس سنها تقريبا ملابسها لأن والدها سيحضر قريبا لزيارة ابنته، ولكن يأتي تساؤل آخر وهو كيف لن يلاحظ الملك أنها ليست ابنته؟ كيف لم يلاحظ اختلاف البنية! لكن سكان القرية الأصليين أصروا على أن هذا ما حدث وهذا ما توارثوه من حكايات عن أجدادهم.
3 - النظرية الثالثة تقول إنها عندما بلغت 13 سنة أقامت علاقة مع أحد اللوردات وعلى إثر ذلك فقدت عذريتها وعندما علم الملك إدوارد -أخوها-الذي تولى الحكم بعد والده الملك هنري أطار رأسه.
4 - النظرية الرابعة يستند فيها البعض لأنها كانت تستخدم مساحيق تجميل كثيفة جدا لإخفاء شعر في ذقنها! إلا أن هذا الرأي رُد عليه بأنها كانت تخفي أثر جدري أصيبت به في صغرها.
5 - النظرية الخامسة يستند فيها البعض إلى أنها كانت ترتدي ياقات طويلة لإخفاء تفاحة آدم! ومن الغريب أنها كانت قوية جسديا لدرجة أنها كانت تهزم كل رجال ونساء البلاط في الفروسية وأساليب القتال!
6 - الأدهى من ذلك كله أنها وهي على فراش الموت أصدرت مرسوم ملكي أن لا يكشف أحد جسدها وألا تعطر قبل دخول القبر!
كل هذا صنع هالة من علامات الاستفهام والتعجب حول الملكة إليزابيث إلا أن بعض علماء الطب قالوا إنه من الممكن أن تكون قد ولدت أنثى وعندما وصلت إلى سن البلوغ ظهرت علامات البلوغ الذكورية وتعتبر حالة نادرة تتحول فيها الأنثى إلى ذكر دون إجراء عمليات جراحية؛ لكن يكون نتيجة طغيان هرمونات الذكورة على الأنوثة، والأغرب من هذا كله أن من يبحث عن صور الملكة يجد صورا لها في قمة الأنوثة والجمال وصور أخرى بملامح ذكورية بحتة!
نستخلص من هذا أن الملكة إليزابيث، الملكة الأدهى والأقوى من السلالة الحاكمة للإنجليز لم يحكم عليها أكانت امرأة أم رجل؛ وظل الشك يلاحقها حتى وفاتها، وتولى الحكم بعدها ابن اختها لحل أزمة ولي العهد.
وجدير بالذكر أن إليزابيث أمرت أن يكتب على قبرها الملكة العذراء.
تعليقات الفيسبوك