صاحبة الوجه الحالم.. "أكثر الفتيات تقبيلا في العالم"
في إحدى صباحات أواخر القون الـ19، طفت جثة شابة من نهر السين في باريس، لم تظهر عليها أي علامات تبين تعرضها لعنف، وافترض أنها منتحرة، فكانت شرطة باريس تسحب جثث أشخاص غامضة من النهر، أكثر من نصفهم يتم الكشف أنها حالات انتحار.
في تلك الأيام، عندما يتم العثور على جثة مجهولة، توضع في لوح رخام، بجانب زجاج نافذة المشرحة ليراها الآخرون، على أمل أن يتعرف عليها شخص ما، وطريقة العرض هذه، كانت شكل من أشكال الترفيه الشعبي في أوروبا، "الموت والعقاب"، يستحوذ على اهتمام الكبار والصغار.
لكن شيئا غير مفهوم جذب خيال الباريسيين في ذلك العام، في انتحار هذه الشابة الغامضة والجميلة.
بدأت القصة، عندما فتنت الفتاة المنتحرة بجمالها الطبيب الشرعي في المشرحة، الذي وضع جبسا أبيض على وجهها، ليصنع منه تمثالًا له.

هذه الطبقة الجبسية البيضاء لامرأة غير معروفة بابتسامة الموناليزا، ظهرت بعد ذلك في المتاجر بجميع أنحاء باريس، وفي السنوات التالية، أصبحت نسخ القناع في كل المنازل العصرية بجميع أنحاء أوروبا، وسحرت ابتسامة القناع الغامضة الفنانين والشعراء والروائيين، فكُتبت لها عشرات القصائد، وغيرها من قصص لإعطاء هوية الشابة.

وبحلول الستينيات عرض بيتر سافار، وهو طبيب نمساوي رائد في تقنية الإنعاش القلبي الرئوي، على "آدموند ليردال" من أجل تقديم مساعدة تدريبية للتقنية الحديثة، بعدما فقد "ليردال" ابنه الذي غرق منذ عدة سنوات.
وبعد التدريب، صمم "لارالد "، دمية أنثى واقعية ووجها على قناع الموت الشهير، وعرفت باسم Resusci Anne، وهي واحدة من أفضل المنتجات الطبية المعروفة في الذي أنتجتها شركة "ليردال" للأدوات الطبية، وتستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لتدريب الطلاب الطبيين وشبه الطبيين على أسلوب الإنعاش الفموي.

منذ ذلك، أصبحت هذه الفتاة المجهولة أكثر الفتيات التي قبُلت في العالم، ولكن على مدى العقود، ظهرت أسئلة حول صحة الوجه، هل كان حقا قناع الموت لامرأة غارقة، أم أن القالب مأخوذ من نموذج حي ومرهق قليلاً؟.
وقال باسكال جاكين، قائد شرطة نهر باريس المسؤولة عن سحب جثث غارقة من نهر السين، "من المدهش رؤية هذا الوجه السلمي"، مشيرًا إلى أن الحالات التي تجدها الفرق المنقذة، سواء غرق وحالات الانتحار، فإنها لا تبدو هادئة، عادة تكون متورمة، لا تبدو جميلة.
الموت عن طريق الغرق عنيف، وحتى الانتحار، فهو يقاتل من أجل الحياة في آخر لحظة، هذه اللحظات الأخيرة من الألم غالبا ما يتم تجميدها على وجوههم، إلا هذه المرأة، وجهها يبدو أنها كانت نائمة.
وعندما استشارت هيئة الإذاعة البريطانية، خبراء آخرين لإبداء رأيهم، وافقوا أيضًا على أن "قناع الموت الشهير"، لإمراءة كانت تتمتع بصحة جيدة، ولا يمكن أن يكون قناعًا مأخوذًا من جثة.
وقالت ميشيل لورينزي، التي تملك ورشة عمل للترميم في باريس، "يعتقد أن القناع مأخوذ من شخص حي"، مضيفة "من الصعب جدا الحفاظ على الابتسامة، وهي تغرق، وتاخذ أنفاسها الأخيرة، أعتقد أنها كانت عارضة محترفة وجيدة للغاية".

تعليقات الفيسبوك