ما بين "ادعولي رجلي اتكسرت" مرورا بـ"أنا داخل غرفة العمليات" وحتى "أشعر بالفرح والغضب والاندهاش" تعج مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك" بسيل من المنشورات المدعومة بصور عن أدق تفاصيل أصحاب الحسابات عبر تلك المواقع؛ الأمر الذي حوله إلى منصة متاجرة واستعطاف.
"السر في الميكروفون" هكذا تصف رغدة السعيد مدربة المهارات البشرية والباحثة في لغة الجسد تلك المنشورات، مبينة أنه لم يعد "السر في بير" حسبما نعلم "التواصل الاجتماعي الناس استخدمته غلط، وأصبح السر في الميكروفون مش في بير، واعتبروا أنه مع الحياة وسرعتها فاللايك والشير والماسدج هو ده المجاملة والتواصل" حسب تعبيرها.
"السعيد" أوضحت لـ"الوطن"، أن الناس وصلت لمرحلة كشف حياتها وتفاصيلها عبر مواقع التواصل الإجتماعي "لو أنا في مستشفى بقول، والناس كلها شايفة إنها محسودة"، لافتة إلى أن أغلب البوستات الأكثر انتشارًا هي "اللي مركزين معايا يبعدوا عني شوية"، فضلًا عن انتشار صور محاليل و"رجل مكسورة" فاعتبر أصحاب تلك الحسابات "الفيس بوك" جزء من حياتهم.
فيما حذرت خبيرة الجسد، من الربط بين العالم الافتراضي والواقعي، مؤكدة أن ذلك ينتج عنه أمراض الإنترنت كالشهرة وادعاء المثالية والكذب والنصب في المشاعر "ممكن يكون هناك شخص محترم في الحقيقة، ويشتم على الإنترنت كإنه بيعوض نقص ما في الواقع بأشياء في العالم الافتراضي".
"السعيد" بينت أن ناشر هذه الصور يتاجر ويستعطف متابعيه، أو يبحث عن الشهرة بعدد اللايكات التي أصبحت تشبع ناس كثيرة خاصة في السوشيال ميديا، ما يتسبب في إثارة الجدل والتعرية واختلاق مواقف إنسانية؛ كل ذلك لجلب اللايكات".
تحديثات "فيس بوك" الجديدة أثرت على تحديثات الحياة مثل "أشعر بـ"، إلى جانب تحديد الأماكن المتواجد بها صاحب الحساب؛ حسب تعبير مدربة المهارات البشرية، موضحة أن الخبر الكاذب ينتشر بسرعة بينما نفيه لا ينتشر بالصورة نفسها" اللوكلوك أو الهري الناس اتعودت من 2011 عليها" حسب وصفها.
الخبيرة طالبت بضرورة تفعيل قانون الإنترنت؛ فيما يخص السباب وترويج شتائم عبر "فيس بوك" وتوعية الأسر لبناتها -على سبيل المثال- بخصوص صورها وحياتها حتى لا تكون على المشاع "متخليش بيتك من إزاز وترجع تشتكي".
تعليقات الفيسبوك