عرفت بلاد العراق "خدمة العملاء" منذ نحو 3800 عام، قبل وجود ثورة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، في العصور القديمة، عندما كان الأشخاص غير الراضين عن الخدمة التي حصلوا عليها يسجلون شكواهم على ألواح حجرية.
وعثر باحثون على أول شكوى معروفة لعميل في التاريخ، قبل حوالي 3800 عام، هذا العميل من مدينة "أور" الواقعة جنوب بلاد ما بين النهرين، تلك المدينة تسمى الآن "تل المقيار" وتوجد في العراق، حسب موقع "all that's interesting".
اللوح الحجري موجود في المتحف البريطاني، وهو شكوى من رجل يدعى ناني، إلى رجل أعمال يدعى الناصر، ومكتوب باللغة الأكدية، أحد أقدم أشكال الكتابة.
واشتكى ناني إلى الناصر من أنه استلم شحنة رديئة من خام النحاس، بالإضافة إلى التباطؤ والتأخير في تسليم الشحنة.
وكان الناصر عضوًا في "أليك ديلمون"، وهي نقابة للتجار، واكتشف علماء الآثار أنه كان تاجرًا بارزًا في النحاس، وتبين أنه كان رجل أعمال سيء جدًا، وتلقى شكاوى عدة من الزبائن الغاضبين.
وتمت ترجمة اللوح الأثري بواسطة عالم الآثار ليو أوبنهايم، في كتابه الصادر عام 1967 بعنوان "رسائل من بلاد ما بين النهرين"، ونصها كما يلي:
عندما جئت إليك، قلت لي أنك ستعطيني سبائك نحاس ذات نوعية جيدة، ولكنك لم تفعل ما وعدتني، أنت وضعت هذه السبائك السيئة أمام رسولي، وأخبرته إذا كنت تريد أن تأخذها خذها، وإذا كنت لا تريد أن تأخذها، اتركها واذهب.
أنت تعامل شخصًا مثلي باحتقار، بعثت لك رسولي لأخذ مالي الذي أودعته معك، ولكنك تعاملت معي بازدراء بإعادة إرساله إليّ خالي الوفاض، ليس هناك أحد من التجار عاملوني بهذه الطريقة.
هل تعاملني بهذه الطريقة بسبب الفضة التي أدين لك بها؟، هل نسيت أنني أعطيت للقصر نيابة عنك 1080 رطل من النحاس؟، وهذا بصرف النظر عما كتبه كلانا على لوح محفوظ في معبد "ساماس".
الأمر متروك لك الآن لإعادة أموالي لي بالكامل، وخذ بعين الاعتبار أنه من الآن فصاعدا لن أقبل أي نحاس منك ليس بجودة جيدة، وسأمارس حقي ضدك في الرفض لأنك عاملتني بازدراء.
تعليقات الفيسبوك