قد تضيق حياة الشهرة بأهلها، فلا المال والنجاح يغني عن نوبات الاكتئاب، واليوم 10 سبتمبر، من كل عام، خصصته منظمة الصحة العالمية، لمنع الانتحار، بهدف توحيد الجهود في العمل على منعه، وتوفير العلاج المناسب لأولئك الذين يعانون من أمراض نفسية، وإتاحة خدمات الرعاية المجتمعية وخدمات المتابعة الوثيقة لأولئك الذين يحاولون الانتحار.
تضم قوائم المنتحرين في العالم الكثير من المشاهير حول العالم، وكانت الممثلة ميمي شكيب، من ضمنهم.
الشريرة الكوميدية التي عرفتها السينما المصرية، في مئات الأفلام التي قدمتها منذ فترة الخمسينيات حتى بداية الثمانينيات، إلا أن حياتها مليئة بالكثير من التفاصيل والأسرار، التي انتهت بها منتحرة في إحدى المصحات النفسية.
كان في هذه الحقبة، تنتشر الحفلات الخاصة، وكانت شكيب، معتادة على إقامة هذه الحفلات في منزلها ويحضرها كبار المسئولين في الدولة، وأثرياء مصريين وعرب، وعدد من الفنانين، والمشاهير، في فبراير عام 1978، أُلقي القبض على شكيب بتهمة تسهيل الدعارة داخل شقة بالقاهرة، وأثارت القضية وسائل الإعلام، وبعد محاكمة طويلة، استمرت لـ170 يوما، حصلت ميمي شكيب وباقي المتهمات على البراءة، لعدم ضبطهن في حالة تلبس، حيث تم إلقاء القبض عليها وهي في حالة عادية.
أصيبت "شكيب" بحالة نفسية بالسجن، أفقدتها السمع والكلام، ورغم حصولها على البراءة أدخلت شكيب، عام 1982 المصحة النفسية بعد انهيار عصبي تسبب فيه الفقر والحاجة التي أصبحت تعيش فيهما بعد القضية، وخلال تواجدها في المصحة، صعدت إلى سطحه خلسة ورمت بنفسها لتلقي حتفها فورا.

حين نتحدث عن انتحار المشاهير، يقفز إلى أذهاننا مارلين مونرو، التي عانت من اكتئاب حاد وإدمان شديد على المخدرات، وأمضت أربعة أسابيع في مصحة نفسية للتعافي من الاكتئاب.
توفت مونرو عام 1962، حيث وُجدت ملقاة على أرضية غرفة نومها وبجانبها ثلاث زجاجات دواء فارغة، ورسالة أخيرة: "قل الوداع لبات، قل الوداع للرئيس، وقل الوداع لنفسك، لأنك رجل صالح".

لم تكتف داليدا بالشهرة والنجاح، اللذين جعلاها أشهر المغنيات في العالم، فكانت تحلم بالحب والأمومة التي حرمت منها، وعاشت حياتها مليئة بالتفاصيل المؤلمة بسبب علاقات غير مستقرة، منها انتحار صديقها المغني مايك برانت سنة 1975، وهو ما جعلها تقدم على الانتحار أكثر من مرة، فقد تناولت جرعة كبيرة من الدواء أدخلتها في غيبوبة لفترة طويلة، وكانت المحاولة الأخيرة يوم 2 مايو 1987، تناولت جرعة كبيرة من الدواء، تاركة رسالة كتبت فيها باللغة الفرنسية: "اعذروني.. الحياة لم تعد تطاق".

وجدته مدبرة منزله مستلقيا على سريره، وبعد محاولات فاشلة لإسعافه، أعلنت وفاته، هيثكليف أندرو، أو كما عرفه الجمهور بـ"هيث ليدجر"، ولد في مدينة بيرث من أستراليا، "الجوكر" الشرير الذي أحبه العالم، وتصدر قمم قوائم عشاق السينما كأفضل الأدوار المليئة بالشر، ربما هذا الدور الذي أنهى حياته، عندما ابتلع الأقراص المنومة ومضادات الاكتئاب، لينهي حياته بشكل مفاجيء، أفزع وأحزن جمهوره.

المرض، أطفأ ضحكته التي أحبها الملايين، صانع البهجة روبين ويليامز، فكان تشخيصه بمرض شلل الرعاش، بداية معركته مع الاكتئاب الحاد والقلق، ثم عثر عليه منتحرا عن طريق الشنق في منزله عام 2014 عن عمر يناهز الـ63 عاما.

بعد هزيمة القوات الألمانية، أمام قوات الحلفاء، خاف الزعيم النازي، من الأسر، فقرر أن ينهي حياته، ومعه زوجته إيفا، حيث أطلق هتلر الرصاص على نفسه بينما استنشقت إيفا غاز السيانيد السام، ترك هتلر وصية سياسية وأُخرى شخصية، والتي قال فيها: اخترت أنا وزوجتي الموت بدلاً من تحمل عار الهزيمة والاستسلام، أتمنى أن يقوم من يجدنا بإحراق جثثنا في نفس المكان الذي قضيت فيه إثني عشر عاماً من حياتي أخدم شعبي".

اختار عارض الأزياء كيفن كارتر، أن يكون مصور وعكست أعماله المعاناة والألم وانتهاك حقوق الإنسان، فأصيب باكتئاب المهنة، فهو صاحب أشهر صورة لنسر ينتظر ليأكل طفلا يعاني من المجاعة في الصومال، أدى هذا الاكتئاب به إلى الانتحار تاركًا رسالة: "أنا مليء بالذكريات المؤلمة التي تتمثل في القتل والجثث والغضب والألم ومشاهد الأطفال الذي ماتوا جوعا".


تعليقات الفيسبوك