قضى «كمال» سنوات طويلة من عمره فى عشق السيجارة منذ أن جربها لأول مرة فى المرحلة الثانوية وأدمنها بمرور الوقت، لدرجة أنها أصبحت جزءاً أساسياً من حياته، فلا تفارق أصابعه طوال ساعات اليوم، يسحب نفساً وراء الآخر بشراهة، ولا يستطيع الاستغناء عنها، حتى فى رمضان يفطر عليها، وإذا استيقظ فجراً ولم يجد سيجارة فى علبته، يهرول بحثاً عن كشك يشترى منه ويستمتع بواحدة قبل الخلود إلى النوم مجدداً.
فى الوقت نفسه حاول كمال أبوزيد، الإقلاع عن التدخين، لعلمه بتداعياتها السيئة على صحته، وأمواله التى يصرفها لشراء علبة وراء الأخرى، لكن دون جدوى، حتى استغنى عنها ذات يوم بقرار لا رجعة فيه. بعد نجاح «كمال» فى الإقلاع عن التدخين، بدأ يحاربه فى شارعه، ومن داخل محل الكباب الذى يمتلكه، فينصح المارة والزبائن بتركها، وينقل لهم تجربته، وكيف تغيرت حياته للأفضل بعد الإقلاع عنها: «لما بطلتها صحتى اتحسنت، وبقيت آكل كويس، ووفرت فلوسى».
علق «كمال» عدداً كبيراً من الورق داخل وخارج مطعمه وفى شارعه، دوّن عليه «سيجارتك بتضرنا.. من فضلك ممنوع التدخين»، مع كتابة آيات قرآنية {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ، إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء: 29)، و{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} (البقرة: 195). انقلب حب «كمال» للدخان إلى كراهية: «بيضر الكبير والصغير، ولو زبون زعل شوية ومشى، بقول مش مشكلة بدلنى الله خيراً منه».
من بين من ينصحهم «كمال» بترك السيجارة أحد عمال المطعم: «بيدخن بشراهة، ولما بنصحه بيقولى ادعيلى، وطبعاً برفض يدخن فى المطعم، بيقف على أول الشارع بعيد ويشرب براحته ويرجع يكمل شغله».
تعليقات الفيسبوك