الكذب
أحيانا يعتقد الشخص أنه مضطر لـ"الكذبة البيضاء" كما يطلق عليها لمساعدته في تخطي بعض الأمور، متجاهلا عدم المصداقية وفقدان الثقة بين الآخرين حتى وإن كانت أمر بسيط مثل "5 دقايق وأكون عندك" أو "أنا مش عارف أخرج علشان أهلي مش موافقين"، للتهرب من الاعتذار أو قول الصراحة.
وقالت الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي عن الكذب بصفة عامة: "مفيش حاجة اسمها كدبة بيضاء لأن معندناش حد يقيم الأبيض والأسود والألوان، وفي نفس الوقت ممكن تكون الكدبة بيضاء بالنسبة لشخص وسوداء لواحد تاني"، فمن الأفضل ألا يلجأ الإنسان للكذب نهائيا.
وأضافت "هالة" أن "الكذب الهزار" أيضا أمرا مرفوضا، فالكذب نهى عنه الرسول، وعن "الهزار المفاجئ"، قالت إنه غير مقبول و"المؤمن لا يكذب تحت أي ظروف بيضاء ولا سوداء".
وشرحت استشاري النفسي أن أحيانا يستسهل الناس في مصر الكذب بخلاف ثقافات أخرى ترى أنه شيئا لا أخلاقي ويعتبرون الشخص الكاذب غير مؤتمن: "لو عيشنا في مجتمع مليان كدب المجتمع ده لن يصدق أفراده بعض ومش هيبقى في ثقة ودايما بنعيش في حالة شك مستمرة".
وأضافت أنه لم يقتصر الكذب فقط على الأمور الحياتية البسيطة لكن في العمل أيضا فهناك من يستغلونه في عملهم وحينها يرتبط الكذب بالخداع والنصب على سبيل المثال: "واحد يقول البضاعة دي نوعها كذا وهي حاجة تانية ويعتبرها كدبة بيضاء عشان يمشي شغله وأكل عيشه"، فيؤثر على التعاملات المادية والاتفاقات الشفاهية "يبقى مجتمع لا أخلاقي مليان فساد".
ونصحت هالة بأن يستخدم الشخص الشجاعة في قول الصراحة والاعتذار بدلا من الكذب في أمور يراها بسيطة: "بدل ما يقول 5 دقايق وأكون عندك وهو لسه في البيت يقدر يعتذر وبكل صراحة يقول أنا بعتذر على التأخير أسباب خاصة ومش لازم يبرر السبب"، موضحة أن أحيانا يرفض الشخص الاعتذار ولكن ذلك هو الحل الأمثل "يعتذر ويبقى مجتمع بيواجه بعضه إحنا مش محتاجين إننا نطبطب على بعض بالكدب".
وحكت عن تجربتها مع المجتمع الإنجليزي والصراحة التي تساعدهم على عدم الكذب: "الصراحة في أن الشخص يقول لك مثلا (سوري أنا مش قادرة استقبلك عندي ظروف، أو (سوري مش هقدر أكلمك دلوقتي بدل ما أقول ماما نايمة).. إحنا هنا بنعتبرها جليطة.
وتحدثت "هالة" عن الأهالي الذين يتناسون أن أبنائهم يتخذونهم مثلا أعلى ويعتقدون أنهم يكذبون كذبة بيضاء مثل "أنا رايح الشغل وهو خارج مع أصحابه يعلم ابنه أنه كذاب وممكن اكذب عليك وتكدب عليا وتطلعوا شخص كداب".
ويتجاهل الكثيرون أيضا "الوعود الكاذبة" لأبنائهم: "لو عملت كذا هاخدك الملاهي" وهو ما يكون مجرد كلام لا يحدث فقط لتحفيزه على عمل شيء ونصحت هالة قائلة: "متوعودش وعد مش هتعملوه للطفل فيتعلم أنه لا يثق في الأهل بالوعود الكدابة".
تعليقات الفيسبوك