في مدينة نورينبرج الألمانية، ولد "يوهان وايلد"، تعلّم إحدى الحِرف قبل أن يلتحق بجيش الإمبراطور المجري آنذاك، وحارب ضد الأتراك، فوقع في أسر قوات متحالفة مع الأتراك، وسيق أسيرًا إلى مدينة بودابست المجريى، بيعَ إلى ضابطٍ في الجيش الإنكشاري، الذي ألبسه ثيابًا تركية ونصّبه خادمًا خاصًّا له.
اعتنق وايلد، الإسلام كما اعتنقه كثير من الأسرى، ولم تمهل الأقدار سيّده، فمات مقتولًا في حصار مدينة جِران، فبيع مرة ثالثةً، وفي خلال سنة ونصف تناقلته الأيدي خمس مرات، كان السيد الذي أخذه لمكة فارسيًّا، ويتحدث عنه وايلد على أنه شخص عديم الأخلاق والمبادئ، وفقا موقع "العالم في قلب المملكة"، التابع لوزارة الإعلام السعودية.
سافر وايلد إلى مكة مع سيّدة ضمن القافلة المصرية، كان الحجاج يسيرون في نظام واضح؛ لكي تسهل مراقبتهم أثناء الرحلة، كان عدد رجال القافلة، كما قال وايلد، 20 ألفًا، مات منهم 1500 رجل و900 جمل.
وصلوا إلى مكة المكرمة، وسارت القافلة إلى عرفات، يقول وايلد متأثّرًا: "على المرء رؤية الطريقة المهيبة التي سار بها أهل مكة إلى الجبل، وجمالهم كلها ملفوفة بالسجاد، كانت النساء على الجمال يهللن على طول الطريق، كذا كان يفعل كل الرجال الذين كانوا يقودون الجمال سائرين".
مكث وايلد في مكة 20 يومًا بعد أيام منى وقبل أن تنطلق القافلة، وجد فيها فراغًا لبعض المشاهدات، ذكر منها محلات بيع العطور حول الحرم، وزيارته بعد ذلك المدينة، ومشاهداته عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم، لم يمكث بعدها في مكة كثيرًا، خرج مع سيده للقدس، ومنها للقاهرة، وفيها بِيع مرة أخرى في سوق النخاسة إثر خلاف كان مع سيده، فاشتراه رجل تركي عجوز، أعطاه حريّته بعد مدة، وما لبث أن وفّر مالا كافيًّا ليؤمن عودته إلى أوروبا، وصل نوريمبيرج في خريف سنة 1612م.
تعليقات الفيسبوك