"هنهايات" أقدم محل ساعات في مصر والشرق الأوسط، مر على تأسيسه 111 عامًا، ويعرض بين جدرانه ساعة المنبه الخاصة بالملك فاروق، بالإضافة إلى دفتر أنيق مكتوب بخط اليد مسجل بدقة لأسماء كل زبون جاء إلى المتجر، بمن فيهم شخصيات مصرية بارزة من القرن الـ20، مثل الناشطة النسوية هدى الشعراوي والممثل نجيب الريحاني، ولكن للأسف هذا المحل التراثي سيهدم.
بحلول نهاية هذا الأسبوع، سوف يهدم المتجر كجزء من خطة ضخمة لإعادة تطوير "مثلث ماسبيرو"، بحسب صحيفة "الجارديان" الأمريكية.
مالك المحل الحالي هو عصام أحمد الذي تعلم الحرفة من والده وجده الذي اشترى المحل من مالكه الأصلي البلغاري سلامون هنهايات، في عام 1956.
وخطة التطوير هي أن حي ماسبيرو سيشتمل على مركز مالي جديد وفنادق فاخرة ومراكز تجارية، وتقدر تكاليف الهدم وإعادة التوطين بحوالي 4 مليارات جنيه مصري.
وحاليًا تتحرك الجرافات وتمحو مجموعة من المباني الخديوية، التي تمزج الزخارف العربية والأوروبية، والذي بنيت أثناء حكم الخديوي إسماعيل في منتصف القرن الـ19، إذ تم تحديث القاهرة بهندسة معمارية تتميز بالديكور الأنيق والأعمدة الكلاسيكية الجديدة، مثل أول دار أوبرا القاهرة، والتي احترقت في عام 1971.
وإعادة تطوير ماسبيرو كجزء من خطة أوسع لإعادة تطوير وسط القاهرة، وسميت المنطقة التي يقع بها المحل التراثي على اسم عالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو، الذي أجرى أعمال حفر تمثال أبي الهول في الجيزة، ورأس المتحف المصري.
وبالنسبة لأحمد والعديد من السكان الآخرين في المنطقة، فإن إزالة المباني بشارع 26 يوليو، بما في ذلك متجر الساعات، يمثل نهاية مظلمة لعصر عريق وعظيم.
ويقول أحمد: "قيمة المباني تقدر بالملايين، ولكننا لن نحصل إلا على القليل، وبصرف النظر عن هذا، ينبغي أن يترك المحل كمتحف، فنحن خدمنا الملوك والمشاهير، فكيف يمكن لبلد يتفاخر بتاريخه أن يقتل تراثه بيديه؟".
وعبر عصام أحمد عن حزنه الشديد قائلًا: "مجرد جمع مئات الساعات الثمينة من المحل لإخلائه كانت مهمة شاقة وصعبة عاطفيًا، وما زلت لا أقبل أن ينتهي هذا كله".
تعليقات الفيسبوك