10 سنوات من الحب والمواقف والذكريات تمر أمام عينيها، وهى تجوب المحافظات وتطرق الأبواب وتخترق الجماعات، حاملة بين كفيها مجموعة صور لخطيبها، أملاً فى أن تلمح وجهه، أو تسمع خبراً عنه يطمئن قلبها، الذى رحل عنها برحيل حب عمرها.
نورا سعيد، 24 عاماً، لم تكن تدرى أن فرحتها بخطبتها على أحمد صابر، ستنتهى سريعاً، ولن تتجاوز الـ6 أشهر، وفى لحظة فارقة فى حياتها، وبعد تعرض خطيبها لمشاكل، يخرج مهموماً لشراء أحد مستلزمات البيت، دون أن يحمل هاتفه، ثم يختفى فى ظروف غامضة، تاركاً لها ذكريات تشهد بها شوارع الإسكندرية، ومحضراً حررته فى رابع يوم من اختفائه برقم 4693 لعام 2017.
لم تترك «نورا» سبيلاً إلا وأدركته، بحثت عنه فى الشوارع والأزقة، ووزعت منشورات وصوراً له فى كل مكان، ولم تكتفِ بذلك، بل دشنت حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، أملاً فى العثور على طرف خيط يوصلها بخطيبها.
حالة من الحزن والاشتياق تعيشهما «نورا» رغم مرور عام ونصف العام على الواقعة الحزينة، حيث كانت تجمعها بشريكها مشاعر رومانسية ولدت منذ الصغر، باعتبارهما جارين فى نفس المنطقة، لتتوج قصة الحب بحفل عائلى بسيط إيذاناً بخطبتهما، قبل اختفائه بعدها بأشهر قليلة: «بقيت عاملة زى المجنونة بنزل فى الشوارع أمسك صورته، وأعلقها وأنشر بيانات عنه. لفيت إسكندرية كلها، ما سيبتش مكان كان بيروحه إلا وروحته وسألت عنه، وسافرت لمحافظات كتير، لكن للأسف محدش شافه، ولا عارف يوصل له».
لا يزال «أحمد» مقيداً ضمن طلاب الفرقة الثالثة بكلية الحقوق، وكان ينوى العمل بالمحاماة بعد التخرج والاستعداد للزفاف. لم تعد حياة الفتاة العشرينية، كما كانت، حتى إنها حرمت على نفسها الفرحة لحين عودته، فهو لم يكن مجرد خطيبها وزوجها المستقبلى، كما كانت تناديه: «كان حب عمرى. كبرنا وإحنا بنحب بعض، واتخطبنا وكنا ناويين نكمل عمرنا كله مع بعض. أنا لا عارفة آكل ولا أشرب ولا أنام ولا أبطل أحلم بيه وأتخيله قدامى. نفسى أشوفه مرة واحدة بس، نفسى أسلم عليه، نفسى ييجى يعدى عليا، ويقولى إلبسى عشان نخرج سوا. لسه صوته بيرن فى ودنى، ومش قادرة أسمع غيره».
تعليقات الفيسبوك