نظارة شمس و«كاب» تتوارى أسفلهما ملامح وجه اصطبغ بالأحمر بفعل الشمس، وابتسامة مشرقة تتماشى مع نسمات البحر وجمال الشاطئ الفيروزى، حقيبته لا تفارق كتفه خلال رحلاته على شاطئ «روميل» بمطروح، فهى رأس ماله الوحيد، حيث تستقر داخلها «عِدة الشغل» وتتربع على سطحها لافتة باسمه ورقم هاتفه لالتقاط زبون.
عبده الدباح، كان أبرز مصورى شاطئ «روميل» طيلة 10 سنوات، قبل أن يقرر فى آخر عامين توديع الشواطئ رغماً عنه بسبب ضعف الإقبال عليه مع وصول كاميرات الموبايل لأيادى الجميع.
بحنين واضح تحدث «الدباح» عن مهنته، ففى مثل هذا التوقيت من العام كان يترك محافظته «كفر الشيخ»، للعمل على شاطئ «روميل» لمدة شهرين، يجنى مكاسب كبيرة تقارب الـ40 ألف جنيه: «كان زباينى من الموظف الغلبان لمسئول مهم فى المحكمة الدستورية، زى ما بيحجزوا المصيف بيحجزوا ميعاد معايا من بداية الموسم، عارف أسرهم وكل ذكرياتهم سجلتها بكاميرتى».
يضحك حين يتذكر زبونه المتزوج من سيدتين، فيصوره مع الأولى ثم يعاود تصويره مع الثانية دون أن يكشف سره لكلتا الزوجتين، مواقف كثيرة يتعرض لها طوال ساعات العمل، ولا يتنازل عن ترك انطباع جيد عنه فى نفوس زبائنه، ثمة قواسم مشتركة بين عبده الدباح وسيد غريب الشخصية التى جسدها أحمد زكى فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، فكلاهما يقدس مهنته ويُعلى من رسالتها النبيلة فى رسم الابتسامة على الوجوه، وفى الوقت نفسه يأسف على حالها بعد أن أصبح كل شخص يرى فى نفسه مصوراً محترفاً: «بيصوروا بالموبايل وهما مش واخدين بالهم إن عمرهم ما هاينقلوا روح المكان ولا يطلعوا الصورة حلوة».
حاول «الدباح» تطوير نفسه بكاميرا يابانى «ديجيتال»، لتكون صوره أكثر تميزاً عن الـ6 مصورين الآخرين العاملين معه على نفس الشاطئ: «أصور الزبون وأوريله صورته قبل ما أطبعها عشان يكون راضى عنها، وكنت بعمل خدع بالكاميرا وظلال بالاجتهاد الشخصى، وبآخد على الصورة 5 جنيه، أحمضها بجنيه ونص والباقى مكسبى».
تعليقات الفيسبوك