رشدي أباظة
الشاب الوسيم، وأحد "دونجوانات" السينما المصرية، لم يترك في الحياة لحظة إلا وعاشها باستمتاع، فنان لن يتكرر كثيرا، لم تمنعه أصوله الأباظية الشركسية المعروفة من الخوض في بحار التمثيل حتي أصبح من النجوم الأوائل، هو رشدي سعيد بغدادي أباظة.
ذاع صيت رشدي أباظة في الخمسينيات، وأصبح ملء السمع والأبصار، وما لا يعرفه الكثير، هو أنه كان مرشحا في البداية للاشتراك في الفيلم لاعالمي "لورانس العرب" قبل زميله عمر الشريف، فعندما جاء المخرج العالمي ديفيد لين إلى مصر لاختيار ممثل مصري ذو طابع شرقي يشارك الفنان بيتر أتول فيلمه العالمي، رشح له البعض "أباظة" لاتقانه العديد من اللغات بالإضافة إلى وجهه الشرقي الوسيم، لذا طلب "لين" أن يقابل" رشدي " وكلف أحد المنتجين بالتواصل معه حتى يقابله، وفقا لرواية "محمد عشوب" في برنامج "ممنوع من العرض".
لم يتقبل رشدي أباظة فكرة إجراء اختبار أداء له من المخرج العالمي، وقال لمن تواصل معه إن هناك فيلما يعرض له في سينما "ديانا" ومن الممكن أن يشاهد "لين" الفيلم ليحكم عليه، وكان هذا العمل هو "في بيتنا رجل" الذي شاركه البطولة فيه كل من عمر الشريف وحسن يوسف، وكان هذا الأمر هو بداية العالمية لعمر الشريف، وابتعاده عن رشدي أباظة، فعندما ذهب "لين" لمشاهدة الفيلم، أعجبه عمر الشريف وطلب أن يقابله، وبالفعل أسند إليه الدور بدلا من رشدي، وهو ما أغضبه من عمر وأحزنه بشدة، خصوصا مع النجاح الباهر لـ"لورانس العرب" بحسب عشوب.
وفي راوية أخرى قال الفنان حسن يوسف، إن كشاف الفيلم العالمي رأى صور كلا الفنانين، وأتى لمقابلتهما حتي يستطيع أخذهما للمخرج "لين" بالأردن، فحضر "عمر" في الميعاد، في حين تغيب "رشدي"، فذهب "عمر" للأردن وقابل المخرج وقام بالاختبارات اللازمة، وعاد "عمر" وعلى وجهه علامات الفرحة وذلك لحصوله على العقد، وفي محاولة البعض لإثارة غضب وغيرة رشدي كان يحرص على ألا يستمع لهم، فهو لم يذهب إلى المقابلة بإرادته، رفضا منه أن يخسر زميله لأي سبب.
تعليقات الفيسبوك