على مدار 17 يومًا، كانت قصة "أطفال الكهف" في تايلاند، حديث وسائل الإعلام الدولية والمواطنين من حول العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الجميع يريد معرفة ما يحدث لـ12 طفلًا رفقة مدربهم بعدما تمت محاصرتهم داخل كهف مغمور بالمياه.
حوصر الأطفال، وهم فريق لكرة القدم، ومدربهم في عمق كهف يوم 23 يونيو، بعدما تهاطلت أمطار غزيرة فأغرقت الكهف وسدت مخارجه، القصة لم تقف عند كونها حادث محلي، بل لفتت انتباه العالم لها، وكان من بين المهتمين شابتين عربيتين هما، حنين أحمد المعموري وشقيقتها هديل، 19 عامًا، ودفعتهما إلى بدء تغطية خاصة للحادثة عبر "تويتر".

هديل وحنين، توأم عراقي يعيش في الأردن، 19 عامًا، مجالهن الأساسي هو الجرافيك ديزاين بشتى مجالاته، قصة أطفال الكهف نالت اهتمامهن مثلما حدث مع الملايين حول العالم، فبدأن في كتابة تغريدات تُشبه التغطية الخبرية، عبر حساباتهن في موقع "تويتر".
الأمر قد يبدو عاديًا، لكن التفاعل مع تغريدات الشابتين وخاصة "حنين" كان ملفتًا للغاية، حيث ارتفع عدد متابعيها في غضون أيام من حوالي 16 ألف متابع إلى أكثر من 120 ألفًا، الأمر الذي فاجأها وحمّلها مزيدًا من المسؤولية، وفقًا لما قالته شقيقتها هديل في حديثها مع "الوطن".
بدأت متابعة الفتاتين لقصة "أطفال الكهف" عن طريق الصدفة، بعد 9 أيام من فقدانهم، أي اليوم الذي اكتشفوا فيه موقعهم في الكهف: "كانت عبارة عن صدفة بحتة، قمنا بالتغريد بالأخبار الرئيسية لقصة الأطفال في الكهف ومن ثم بدأ التفاعل وبدأ جميع المتابعين يطلبون منا الاستمرار وتقديم معلومات أكثر ومفصلة عن الحادثة ومتجددة كذلك".

الدافع الأول للتوأم العراقي للاستمرار في تغطيتهما لقصة الأطفال المحاصرين في كهف تايلاند، هو "ضعف تغطية الإعلام العربي عن الحادث المؤسف، وأيضًا دعم المتابعين وتعاطفهم الإنساني مع الأطفال المحتجزين ومدربهم".
تغطية الفتيات العراقيات للقصة، نالت إشادة الإعلامي اللبناني نيشان، والفنان المصري الكوميدي محمد هنيدي، فقد علق الأول على إحدى تغريدات "حنين"، قائلًا: "شكرًا على هذه التغطية المفصّلة. بوركت جهودك"، بينما قال الفنان الكوميدي، تعليقًا على تغريدة أخرى: "برافو على التغطية.. تغطيتك ممكن تتعمل فيلم وثائقي بعد كده".

نجح غواصون، أمس الثلاثاء، في إخراج الأطفال بعدما علقوا داخل الكهف على مدار 17 يومًا، وهو الأمر الذي أسعد "هديل" و"حنين"، بشكل كبير: "جدًا سعيدات، حيث أنهم واجهوا ظروف قاسية جدًا، جسديًا ونفسيًا، ولكونهم أطفال تبلغ أعمارهم من 11 إلى 16 عامًا، ما يجعل من الأمر مؤسف جدًا، وخروجهم من الكهف بفضل الله ومن ثم جهود فرق الإنقاذ من كل بقاع العالم شيء إنساني مؤثر والجميع كان بانتظار لحظة إنقاذهم بفارغ الصبر".
تتمنى "هديل" لو تتاح أمامهن الفرصة للسفر إلى تايلاند، ومقابلة الأطفال بعدما تم إنقاذهم، واستكمال تجربتهن الإعلامية في شكلها الإنساني: "سيكون شيئا رائعًا إن سمحت الظروف لخوض تلك التجربة".
عملية إنقاذ الأطفال، كان يعمل فيها 90 غواصا، 40 من تايلاند و50 من دول أخرى، وووجه الغواصون الأطفال في أروقة الكهف المظلمة والمليئة بالمياه نحو المخرج، ومثل الانتقال من مكان وجود الأطفال في الكهف إلى الخارج عملية مضنية حتى بالنسبة للغواصين المحترفين.

وفي ظل مشقة مهمة الغواصون، إلا أن متابعي حسابات "هديل" و"حنين" اعتبروهن بمثابة "بطلات" في قصة أطفال الكهف، لما قدموه من معلومات وأخبار زادت من تعاطف عدد كبير من مواطنين العالم العربي معهم.
تعليقات الفيسبوك