لا يتاح للجميع الحياة وسط الطبيعة في عالم تغلب عليه ملامح المدنية، لكنا نظل نردد المثال القائل "الطبيعي يكسب" وهو ما اتجه له آلاف المواطنين بالعالم العربي، فحاربوا ضيق المكان بالصعود للأسطح ومظاهر المدنية بزراعة النباتات، فتحولت حدائقهم الصغيرة إلى مصدر بهجة وسعادة بل وتوفير.
"مكان بلا زرع كجسد بلا روح"، هكذا بدأ علاء الدين مصطفى، مهندس مدني من قنا، حديثه عن حديقته الصغيرة في أعلى منزله، فالحديقة الذي بدأ بتأسيسها منذ نحو 10 سنوات، أصبحت الآن وجها من أوجه الترفيه له ولعائلته، فيقول: "يكفي إني ألاقي مكان هواه نضيف أقعد فيه وفي قلب بيتي من غير ما نزل نادي ولا كافي"، أما عن الاستفادة المادية فيقول: "إنه سعيد بأنه يأكل من زرع يديه، دون أي مبيدات".
ويضيف في حديثه لـ"الوطن": "بداية كنت أزرع بذورا وأسقيها وأهتم بها حتى تنمو، ثم اتجهت لشراء الشتلات، وفشلت مرات عدة لكني صممت ونجحت حتى أن أولادي بدأوا في الاهتمام بمزروعاتهم الخاصة".
ومن الدار البيضاء في المغرب، يزرع حميد ايت مبارك، 52 عاما مهندس إعلاميات، خضروات وفواكه ونباتات عطرية ونباتات زينة، بدأت في عام 2013 بعد وفاة أمي لتشريفها، فهي من أورثتني هواية الزراعة و تربية الطيور، وبدأت في زراعة أي شيء في بداية الأمر وتعلمت من فشلي مع الوقت بجانب بحثي عبر الإنترنت والاطلاع على تجارب المزارعين الهواة، ولا أزال أتعلم حتى الان.
ويتابع في حديثه لـ"الوطن" قائلا: بدأت بزراعة نباتات الزينة، لكن بعد مدة قصيرة فكرت في زراعة شيء أستفيد منه، وزرعت الأعشاب المعطرة للشاي مثل إكليل الجبل، والنعناع، والزعتر، ثم اتجهت لزراعة وغرس الأشجار مثل الغار، والريحان، ونخلة الفونيكس، ثم بدأت في زراعة بعض الحمضيات، مثل الليمون كل ذلك في مساحات صغيرة في الشقة ثم انتقلت للسطح وزرعت تين، وجوافة، ورمان، وطماطم، وقرع، وباذنجان.
ويؤكد مدى أهمية الزراعة معنويا وصحيا، قائلا: مثلا السنة الماضية لم اشتر طماطم لمدة 3 أشهر تقريبا، وكانت ذات جودة عالية ولذيذة، فضلا عن أن الأمر له بعدا معنويا عميقا لديه بوجوده في الصباح وسط نباتاته أو حديقته كما يطلق عليها.
وفي الجزائر تهتم سامية (29 عاما) بالزهور أكثر، "أحب الزهور منذ صغري لكن منزلنا صغير ولم يكن لدينا مساحة مخصصه للزراعة، فكنت أغرسها عند جدي أو خالي فأنا "لا يهمني لمكان بقدر ما تهمني حياة النبتة، فأسقيها حتى ولو كانت في مقبرة".
وتابعت لـ"الوطن" وأنا صغيرة كنت أغرس بقوليات في قطن وعلب صغيرة، وتعلمت مع الوقت كيفية الاهتمام بها، وبدأت الاهتمام بالزراعة بشكل منتظم منذ نحو عام ونصف والآن لدي نباتات وزهور في منزلي.
تعليقات الفيسبوك