يعتقد البعض أنه عندما تنقسم الدودة إلى قسمين فإن كلاهما سيعيشان، لكن هذا ليس بصحيح، فالقسم الأمامي من الدودة والذي يضم منطقة الراس يمكنه النجاة، وهذا ليس مؤكدا باستمرار إذا ما كان التلف الذي أصاب أمعاء الدودة كبيراً وتعرض للالتهاب.
وتحصل الديدان على غذائها بحسب "دويتشه فيله"، باقتيات بقايا الأعشاب وبالاعتماد على الكائنات الوحيدة الخلية وعلى الطحالب المتواجدة تحت التربة، وبسبب عدم امتلاك الديدان لأسنان فإنها تقوم بلصق الغذاء على جدار الجحور.
تعمل الديدان ببطء في باطن التربة بعيداً عن سمعنا وبصرنا، وقد يعتبر بعضنا هذه الكائنات مقززة، إلا أنها تجلب فوائد كثيرة.
تطرح الديدان فضلاتها التي تُساهم في تشكيل غطاء التربة خصبة، ويمكن للدودة الواحدة أن تطرح 0.5 سم من الغطاء على سطح التربة، وإذا كانت الظروف مناسبة فإن سماكة الغطاء يُمكن أن تصل إلى 5 سم، ويوفر الغطاء كل الغذاء اللازم للفطريات، ويُساعد أيضاً على تثبيت التربة.
دودة الأرض لها رأس وذيل يصعب التمييز بينهما، وإذا كانت الدودة بالغة يظهر على جسمها شريط سميك منتفخ يسمى الجراب ويتموضع رأس الدودة على مسافة قريبة من هذا الشريط.
ويعتبر نطام الأنفاق الصغيرة مفيداً للتربة، يسمح هذا النظام بتدفق الماء بسرعة داخل التربة ويوفر لها التهوية، كما يُساعد النبات على مد جذوره من خلال الأنفاق التي تحفرها الدودة، ويمكن العثور في مزرعة تبلغ مساحتها 50 هكتاراً على شبكة أنفاق وممرات دقيقة قد يصل طولها إلى 400 ألف كيلومتر.
باطن التربة هو المكان الآمن لدودة الأرض، غير أن الدودة قد تتعرض للأخطار إذا ما خرجت من بيئتها بفعل مغريات تفرضها الظروف المناخية مثل تساقط الأمطار، وتتعرض الديدان للأخطار أيضاً بفعل الأشعة فوق البنفسجية والطيور الجائعة.
تصبح حالة التربة بغياب ديدان الأرض كحال التمديدات الصحية المغلقة عندما تهطل الأمطار، في حال عدم وجود ديدان الارض لن تستطيع المياه أن تتخلل التربة، ويُمكن لكمية بسيطة من المياه أن تتسبب بحدوث الفيضانات، وعندما تعمل الديدان في التربة، سيكون بإستطاعتها إستيعاب المزيد من المياه التي ستُخزن في الآبار والينابيع.
في الزراعة التي تُستخدم فيها الآليات والمبيدات الحشرية يمكن أن تتواجد قرابة الـ 30 دودة في المتر المربع، أما في الأساليب الزراعية التي لاتستخدم المبيدات الأخرى فيمكن تواجد بين الـ 120 دودة إلى مئات الديدان في المتر المربع.
تعليقات الفيسبوك