الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق
"تعالوا معي إلى غابات رومانيا، إلى الليالي المقمرة حين يكتمل البدر.. تعالوا معي لتصغوا لصوت عواء الذئب الذي يجمد الدم في العروق.. الذئب الذى كان رجلا.. خذ الحذر.. و تأمل في وجوه من حولك، فأحدهم هو"، في الوقت الذي كان يشاهد فيه الجمهور العربي أساطير مصاصي الدماء بشاشات السينما، كان "العراب" يدون أولى قصصه بمجال الرعب، ليكون أول كاتب يقتحم ذلك المجال بالوطن العربي، بهذه الكلمات استهل "العرّاب" مقدمة كتابه الشهير "مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب".
أحمد خالد توفيق، واحد من أشهر وألمع الأدباء في تاريخ مصر، ترك إرثا ثقافيًا ضخمًا على مدى حياته، قبل أن توافيه المنية، في أبريل الماضي، بأحد مستشفيات القاهرة، ليرحل الرجل قبل أن يكمل عامه الـ56، والذي كان من المفترض أن يتحفل به مع محبيه اليوم.
بدأ الدكتور توفيق كتاباته، بسلسلة "ما وراء الطبيعة"، في يناير 1993، عن المؤسسة العربية الحديثة، التي تتناول روايات الرعب بمصر والعالم العربي، وكانت أول رواية بها "مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب"، التي واجهتها مشاكل ضخمة، حيث لم تنال إعجاب المسؤولين بالمؤسسة العربية الحديثة، ونصحوه بالاتجاه إلى المجال البوليسي.
لم يستلم لذلك الرأي وأصر على إتمام الأمر، بأن توجه إلى حمدي مصطفى، رئيس المؤسسة حينها، ليقرر تشكيل لجنة أخرى لدراسة الرواية؛ كان من ضمن أعضائها نبيل فاروق مؤلف سلسلة "رجل المستحيل"، الذي أبدى إعجابه بالرواية، وقال عنها "الأسلوب ممتاز، ومترابط، به حبكة روائية، فكرة القصة واضحة، وبها إثارة وتشويق".
ترك ذلك الموقف بصمته الضخمة في ذهن "صاحب يوتوبيا"، قائلًا: "لن أنسى لدكتور نبيل فاروق أنه كان سببًا مباشرًا في دخولي المؤسسة، وإلا فإنني كنت سأتوقف عن الكتابة بعد عام على الأكثر".
وتدور أحداث "أسطورة مصاص الدماء"، في عام 1959، عن مؤتمر لأمراض الدم في بريطانيا، ليقابل "رفعت إسماعيل" صديقه القديم الذي يدعوه إلى منزله الريفي، ويخبره أنه بحث عن الكونت دراكولا، ويعطي رفعت مظروف ليقرأه عن هذا الموضوع، ويفتحه رفعت عندما يعود إلى الفندق ليجد مجموعة من الصور والخرائط والأوراق القديمة وخطاب من خادم الكونت دراكولا، يحذر فيه أن الكونت يعود إلى الحياة كل 100 عام وأنه سيحاول قتله ليستريح الناس من شره، وفيما بعد يتعرفون على صديق ثالث يهودي ويقرروا معا بأديانهم الثلاثة المختلفة إعادة الحياة إلى الكونت بعد الوصول إلى مكانه الحقيقي، لتتوالي العديد من الأحداث الغريبة والمفاجئة، دون معرفة حقيقة إعادة "دراكولا" إلى الحياة بالفعل أم لا.
تعليقات الفيسبوك