صورة تعبيرية
بعد مضي سنة فقط على توليه زمام الأمور على الإمبراطورية الفارسية خلفا لوالده داريوس الأول، سعى الملك خشايارشا الأول، (Xerxes I) سنة 485 قبل الميلاد، إلى إعادة تنظيم جيشه من أجل شن حرب على الدويلات اليونانية التي شكلت تحالفا بقيادة أثينا وأسبرطة.
وحاول الملك الفارسي خشايارشا الأول قيادة حرب انتقامية ضد اليونانيين لمحو عار الهزيمة التي تلقتها جيوش والده على يد الأثينيين خلال ما يعرف بالغزو الفارسي الأول لبلاد اليونان.
وفي عام 480 قبل الميلاد وأثناء تقدمها نحو أوروبا، واجهت القوات الفارسية مشكلة كبيرة، حيث كان على الجيوش الفارسية من أجل العبور من آسيا نحو تراقيا والتدخل ببلاد الإغريق، تجاوز ما يعرف بمضيق هيليسبونت، الذي يعرف حاليا بمضيق الدردنيل، ومن أجل تخطي المضيق بأسرع وقت ممكن، أمر الملك الفارسي خشايارشا الأول ببناء جسر كبير يسمح لقواته بالعبور نحو الضفة الأخرى، بحسب "العربية".
وصار للملك الفارسي خشايارشا الأول ما شاء، حيث باشرت قواته ببناء الجسر عند مضيق هيليسبونت، وفي أثناء ذلك، وتزامنا مع تقدم الأعمال، هبت عاصفة قوية تسببت في تدمير الجسر، وضاع جهد العاملين على المشروع، وأجبر الجيش الفارسي على إضاعة المزيد من الوقت في تشييد جسور أخرى قبل بلوغه تراقيا.
وحال سماعه لخبر خراب جسره بسبب العاصفة، استشاط الملك الفارسي خشايارشا الأول غضبا، وأمر بإعدام جميع العاملين على مشروع جسر مضيق هيليسبونت بقطع رؤوسهم، ولم يتوقف عقاب الملك على ذلك، فبعد انتهائه من إعدام العاملين على مشروع الجسر، قرر صب جام غضبه على البحر، واتخذ قرارا غريبا أمر من خلاله بمعاقبة مياه مضيق هيليسبونت بعد اتهامها بالخيانة ومحاولة عرقلة تقدمه.
وبحسب ما ذكره المؤرخ الإغريقي هيرودوتس، باشرت القوات الفارسية بعد صدور أوامر خشايارشا الأول بعملية مهاجمة مياه مضيق هيليسبونت، ووجه الرماة سهامهم نحو البحر، بينما أقدم عدد مهم من جنود المشاة على توجيه ضربات للمياه مستخدمين السياط، فيما تكفل عدد آخر من الجنود الفرس بمهمة إلقاء الأغلال والسلاسل الحديدية في مياه هيلسبونت، وجرى كل هذا، بينما كان الملك الفارسي خشايارشا الأول جالسا على كرسي عرشه عند الشاطئ.
تعليقات الفيسبوك