في طريق بعيد عن الوحدات السكنية بموقع يشبه الصحراء، عقب خروجهم من عملهم، سمعوا نباح كلب يستغيث، يبدوا للوهلة الأولى وكأنه جاء من بعيد رغم قربه، فتوقف الزملاء: محمود، وحسام، وعمرو، وياسر، ليستمعوا بتركيز، فلم يتمكنوا من رؤيته، فتوقع أحدهم أنهم مجموعة كلاب تلهو مع بعضها وذهبت بعيدًا.
انطلقوا بسيارتهم إلى منازلهم، والنباح لم يتوقف فإذا بأحدهم يتقدم وفجأة يشير بيده وكأن سيارته بها عطل وحين توقف محمود الدمياطي، موظف بأحد البنوك، ليمد يد المساعدة، أدرك أن نباح الكلاب لواحد سقط بداخل بالوعة مجاري بشارع التسعين بالتجمع الخامس، ويحاول أن يستغيث المارة، ليقول زميله: "الحق دة في كلب واقع في البلاعة.. هاتعمل إيه".
لم يترك الدمياطي الكلب يستمر في غرقه دون أن يبالى بمظهره، وتوجه ناحية الجبل كي يأتي بسيخ حديدي فيلقيه إلى الكلب لتسند عليه ويخرج، إلا أن الكلب لم يتمكن من ذلك، لم يتركه تلك اللحظة بل حاول مرة أخرى "جبنا خرطوم مياه وخليت صحابي يمسكوني من رجلي وذراعي علشان ما اتسحبش لتحت في البئر لأنه كان عميق والكلب كان عايم على الوش".
وفى المحاولة الثانية أيضاً لم يتمكن الكلب من الخروج حيث أمسك الخرطوم بمقدمة فمه، فسقط مرة أخرى وكاد يغرق، ولكنه سرعان ما طفى على سطح البئر للمرة الثانية، فاقتربوا منه أكثر إلى أن استطاع الكلب أن يمسك الخرطوم بأسنانه بكل قوته، فاستطاعوا أن يخرجوه.
خرج الكلب وتوجه مسرعاً في الشارع لينفض جسده من الماء وكأنه يعبر لهم عن فرحته، واكتشف الزملاء أنها كلبة كانت حامل "بطنها كبيرة ومليانة.. الحمد لله ربنا قدرنا ننقذها هي واللي في بطنها"، موضحًا أنهم استخدموا خرطوم لري الأشجار ورجحوا أن غطاء البالوعة لم يكن موجود حولها فلم يتركوها (البلاعة) حتى لا يتكرر الموقف مرة أخرى وغطوها بألواح خشب و"كاوتش عربيات".
تعليقات الفيسبوك