هى صدقة جارية، وفى الصيف يكون الإقبال عليها أشد ما يكون، سواء كانت فى «كولمان» أو «كولدير»، غير أن أعطالاً كثيرة تنال من الكولدير، وتصبح صيانته أمراً مرهقاً ومكلفاً، والكولمان فى حاجة لتنظيف دائم وشديد التعقيد، ولذلك كان اختيار محمد سلام للزير حلاً فى الصيف ليكون صدقة جارية، فهو لا يتعرض للعطل وأفضل من القلة من حيث استيعابه للماء.
منذ سنوات، قرر «محمد» شراء زير ووضعه على حامل فى ميدان يقع على بعد خطوات من مزلقان بشبرا، حتى اهتدى إلى فكرة أخرى، بشراء 4 منه، ثم إنشاء حوض يشملها، وبالتالى لا يتعرض أحدها للكسر أو التلف، ولا للعب الأطفال به أو شرب الحيوانات منه: «الواحد كان بـ40 جنيه» يحكى الرجل الذى لا يحتاج إلى كهرباء ولا صيانة لعطل قد يكلفه مئات الجنيهات، ويعتبر الشرب من الزير صحياً أكثر من غيره: «الشرب من الفخار أحسن من شرب البلاستيك، عشان بيحتاج نضافة جامدة، وده مش بيحصل، والدكاترة بيقولوا الشرب من الفخار أحسن». «كل زير بيتغير له مياه كل يوم الصبح، ولما يقدم بيتغير خالص، بس مش هيكلف كتير زى الحاجات التانية» يحكى ذو الـ35 عاماً، وهو يشير إلى زير أحكم غلقه بقطعة خشبية: «المهم يتقفل كويس عشان مفيش حشرة تخش جواه، أو تراب يقع فيه مثلاً، وغير كده بتبقى المياه زى الفل».
يبيع محمد نور بعض المواد المصنوعة من الفخار، سواء كان «طاجن»، أو «قلة»، أو «زير»، ويعتبر الصيف فترة رواج القلل، ويتمنى أن يكون للزير وجود من جديد فى الشوارع بعد احتلال الكولدير مكانه: «مياه الزير باردة، وصحية عن الكولدير، ومش محتاج صيانة، ولا بيبقى فيه عطل، وهو بالحامل بتاعه بـ70 جنيه».
تعليقات الفيسبوك