لا يختلف اثنان على أنه من أفضل من قرأ القرآن، لعله الوحيد من بين من أنجبتهم مصر في عالم التلاوة الذي يستحق لقب "خادم القرآن" بجدارة، بحق فقد وهب حياته لخدمة القرآن حبًا في الله وابتغاء ثوابه، لم ينتظر جزاءً من أحد، وعلى الرغم من أنه كان يستطيع الحصول على ما يريد من متاع الدنيا، فإنه عاش زاهدا في الدنيا، فاستحق حب وتقدير الملايين.
الشيخ محمد رفعت، الذي تحدث عنه الكثير من أقرانه الذين عاصروه أو جاؤوا بعده، وكان من بين هؤلاء الشيخ محمد متولي الشعراوى، رحمه الله، في حوار نادر قائلا: "إن كتيبة القراء الذين شدوا بألحان السماء، وبتأليف الله لهم، لم يكونوا مكررين لأداء، ولا لصوت، ولا للحن، بل لكل واحد منهم نغمه الخاص الذي يخدم به القرآن، فمنهم قمة الأحكام كالحصري مثلا، ومنهم قمة الصوت الجميل كعبد الباسط، ومنهم قمة الفن الرفيع كمصطفى إسماعيل، ومنهم جامع لكل ذلك في ائتلاف لا يرتفع فيه فن على فن كالشيخ محمد رفعت، فهو كل هؤلاء جميعا، ويزيد أنه عالم بما يقرأ، تستطيع أن تفهمه بمجرد نطقه للكلمة".
وقال عنه الشيخ أبوالعنين شعيشع، إنه "خير من قرأ القرآن من البشر، ولولا أنه بشر لقلت أنه ملك، ولم أرى في حياتي قارئاً للقرآن، تنهمر الدموع من عينيه وهو يتلو"، موضحا أن الشيخ يقرأ من قلبه وإحساسه، فكان القرآن يخرج من فمه إلى قلوب الناس، لا أحد ينكر هذا، فكأن الشيخ رفعت خلقه ربه وصوره وقال له: "اذهب فأنت خادم للقرآن الكريم".
وأضاف أن الشيخ محمد رفعت قارئ لا يختلف عليه اثنان، فهو من القراء القليلين الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته، وكان يعبر بصوته وإحساسه عن معاني القرآن الكريم، فكان هذا الشيخ الجليل لم ولن يجود الزمان بمثله حقيقةً، كان يقرأ بإحساسه، ولأول مرة أرى قارئا يقرأ القرآن وهو يبكي بإحساس غريب، وكان جميل القراءة وجميل الصورة أيضا، على الرغم من أنه كفيف".
تعليقات الفيسبوك