​

داخل بيت من الطين بقرية "كوم حلين" في الشرقية، كانت تجلس بجانب أمها على "فرن الخبيز"، قبل أن يتخلل صوت نيران الحطب داخل الفرن، صوت والدها يغازل والدتها بصوته يغني موالًا فلاحيًا، جعلها هذا المشهد من الغزل الغنائي بين والديها، تعشق الغناء، فعرفت نفسها بـ"أنا شرقاوية يا ولا.. سمرا وعافية يا ولا".

"جمالات شيحة"، أسطورة الموال الشعبى، رحلت عن عالمنا بعد أن حملت موروث الغناء الشعبي لعقود طويلة، وأعادت إحيائه للأجيال الجديدة، بدأت احتراف الغناء وهي في الـ17 من عمرها، في الأفراح بالقرى المجاورة ومحافظتي قبلي وبحري، ثم إحياء الموالد الدينية مثل مولد شيخ العرب السيد بطنطا، والشيخ إبراهيم الدسوقي بكفر الشيخ، ومولد الشيخ أبو مسلم بالشرقية، وكان أول أجر حصلت عليه هو 60 قرشًا.

كان زكريا الحجاوي، أحد رواد الفن الشعبي المصري، مكتشفها الذي استمع لصوتها عندما كانت في زيارة لأحد أقاربها في القاهرة، يعملون معه في مسرح البالون، أعجب بصوتها وطلب منها الغناء أمامه على المسرح، عادت إلى الشرقية مرة أخرى، قبل أن تعود ليوظفها بمسرح المقطم بالقلعة التابع للثقافة الجماهيرية، ثم أسسا معًا فرقة الفلاحين للغناء الشعبي عام 1961، وقدمت معه للتليفزيون عدة أوبريتات مثل خيال المآتة، سعد اليتيم، بالإضافة للأغاني الشعبية والتراثية والمواويل.

لشيحة، الكثير من الأغنيات الشعبية التي عشقها الجيل الجديد، الذي حضر لها الكثير من الحفلات بمسارح المراكز الثقافية المختلفة، فلقائها بالفنان فتحي سلامة، عازف بيانو مصري ومؤسس فرقة "شرقيات"، كتب لها النجاح في تقديم الغناء الشعبي عن طريق مزج الموسيقى الشرقية بالغربية، ولاقى ذلك إعجاب الجماهير في معظم دول أوروبا، وسافرت مع فرقته إلى "فرنسا، ألمانيا، بولندا، سويسرا والنمسا".

من أشهر الأغنيات التي قدمتها مع جمالات مع سلامة، "راسيني"، التي تتحدث فيها أم عن موت ابنها، إذ كانت تذكرها بوفاة ابنها الوحيد وتبكي عند غنائها على المسرح.

وتقدم "الوطن" بلاي ليست لأشهر أغاني شيحة، التي توفيت، اليوم، عن عمر 85 عامًا، إثر أزمة صحية مفاجئة:

- على ورق الفل دلعنى

 - ياما دقت عالراس طبول

 - اتدلع يا حلو

- مواويل

- موال يا عينى على الزمن

- راسيني

- جاية من بلاد الأهرام

- يا عزيزة

- وأنا رايحة الحسين

- يا حلو ليه

 -  أنا شرقاوية