في عام 1954، عثر الجيولوجيون على أول حالة مسجلة لنيزك يصطدم بإنسان، هي "آن هودجز".
بعد ظهر يوم 30 نوفمبر 1954، كانت آن هودجز تتمدد بهدوء على الأريكة، عندما استيقظت على ضربة قطعة صخرية صغيرة في جانبها الأيسر، وتحطم النيزك على سقف منزلها في منطقة "سيلاكوكا" في الولايات المتحدة، وفقًا لموقع "all that's interesting".
ولم تكن تعرف ذلك حتى الآن، وكانت القطعة النيزكية بحجم "الجريب فروت"، ورغم أن هودجز نفسها كانت نائمة في ذلك الوقت، إلا أن سكان "سيلاكوجا" الآخرين قالوا إنهم رأوا "ضوء مشرق ضارب الحمرة يتسلل عبر السماء مثل شمعة رومانية يدور حولها الدخان"، وشبهها البعض بـ "كرة نارية مثل قوس عملاق تليها انفجارات وسحابة بنية".
ونظرًا لندرة مشاهد سقوط النيازك، كان أول ما فكر به سكان المدينة هو أن ذلك تحطم طائرة، واشتبه البعض في أنه هجوم سوفياتي، واستدعي جيولوجي حكومي كان يعمل في محجر قريب، وقال إن الحادث انفجار حجر نيزكي.
ولكن لم يهدأ ذلك من العاصفة الإعلامية، وبدأ الناس يتوافدون إلى منزل آن هودجز بحثًا عن قطعة من النيزك.
ونجت آن هودجز بأعجوبة، فلم يتسبب النيزك في أكثر من كدمة لها، وعلى الرغم من أن الكدمة كانت كبيرة، إلا أن هودجز ما زال بإمكانها المشي، واهتمام وسائل الإعلام وسكان المدينة كان جيدا، ونقلت بسرعة إلى المستشفى.
صادرت السلطات الأمريكية النيزك، ولكن التوترات في الحرب الباردة كانت لا تزال مرتفعة، وكانت الشرطة تريد التأكد تمامًا من أن ذلك صخرة فضائية وليست أكثر من ذلك، وسرعان ما أكد سلاح الجو أنه نيزك بالفعل.
ومع ذلك، بعد تحديد أن النيزك غير ضار، نشأ سؤال جديد، كيف سيتم التعامل معه؟ أو ماذا سنفعل به؟، واقترح الجمهور أن هودجز هي المالك الشرعي للنيزك، لأنها سقطت عليها مباشرة، واتفقت هودجز معهم، وقالت "قصدني الله به".
كانت هودجز مجرد مستأجره للأرض التي سقط عليها النيزك، ولكن حكمت لها محكمة في النهاية بأن تحصل على الأرض وإبقاء النيزك لها مقابل 500 دولار.
في البداية، اعتقدت هودجز وزوجها أن 500 دولار كان ثمنًا صغيرًا، ولكن سرعان ما أدركوا أن الضجيج حول النيزك تلاشى، وكانوا مقتنعين أنهم سيحصلون على مبالغ كبيرة من المال.
بعد عدة سنوات من محاولة العثور على مشترٍ، تبرع الزوجان بالنيزك في النهاية إلى متحف.
ورغم أن صحتها الجسدية لم تتأثر بشكل كبير بهذا التأثير، إلا أن صحة هودجز الذهنية لم تعد كما كانت، وبعد هذه المحنة، أصبحت هودجز غارقة في انهيار عصبي، وفي عام 1964، انفصلت هي وزوجها، وفي عام 1972، توفيت عن عمر ناهز 52 عامًا.
وحتى يومنا هذا، تظل آن هودجز هي البشرية الوحيدة التي اصطدم بها نيزك.
تعليقات الفيسبوك