الحب ليس معقدا وليس بسيطا، الحب في أصله بسيطا ويحمل في طياته تعقيدات كثيرة، يشبه حب فلاح ريفي لزوجته البسيطة التي أحبها وتزوجها وأنجب منها، ولكن تحمل لهم الحياة الكثير فتعكر صفو حياتهما أحيانا ليس كما تخيلوا، أو يشبه حب الأسطى حراجي القط وزوجته "فاطنة" في بساطته، ووحشة الغربة بينهما من قريته بجبلاية الفار لعمله في السد بأسوان.
حملت جوابات حراجي لزوجته، وعددها 23 جوابا، التي كتبها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، العديد من المشاعر التي يمكن أن تختبرها جميع العلاقات التي نمر بها، حب وشوق وغربة وافتقاد وحزن وقسوة وتعود وغلبة أمر، عشرات المشاعر التي سطرتها جوابات حراجي لأم ولديه عزيزة وعيد، غلفها الحب واللهفة والاعتيادية والتسليم بالأمور، عندما تقرأها أو تسمعها حتما ستجد قصتك الخاصة في إحدى سطورها ومشاعرها، لذا نعرض عدد من الحالات الشعورية التي حملتها جوابات الأسطى حراجي في غربته بأسوان وتجاوب "فاطنة" معه.

وداع
ما عرفت ساعتها يا مرتي أضحك ولا أبكي.
ما عرفت ساعتها إذا كنت بعوز القطر يقف ولا يولي.
حسيت بعنيكي الحيرانة يا فاطنة بتقولي
وتسكت
وتقولي.
حسيت واليد بتخطفها يد الجدعان
بالقلب ف جوفي ما عارف ان كان بردان .. دفيان
والبت عزيزه والواد عيد
قناديل في الجوف ..
زي ما بتضوي .. بتقيد ..
.......... والقطر إتحرك ..
وقليبي بيتنقل من يد لإيد .
والقطر بيصرخ ويدَودِو
اتدلدلت بوسطي من الشباك ..
خدي بالك م الولد ..
راعي عزيزه وعيد
والقطر صرخ ورمح كإنه داس على بصّة نار ..
ولقطت الحس قريب .. قد ما كنتي بعيد :
(قلبي معاك يا حراجي هناك في أسوان ..)
تأخير
سامحيني يا فاطنة على التأخير ..
ولو الورقة يا بت الخال تكفي
لأعبي لك بحر النيل والله بكفيِ
كلام
لهفة
عمرنا يا حراجي ما جلنا جواب .
النبي ساعة مرزوق البسطاوي ما نده ..
كده زي ما كون ..
دقت في حشايا نار .
وكإن العمر بيصدق
بعد ما كان كداب .
اتأخرت مسافه كبيرة كبيرة علي
عارف فاطنه يا حراجي لاليها عايل .. ولا خي .
ليه تتأخر كده يا حراجي .. ؟
طب والنبي كأن ورقتك دي
أول قنديل يتهز ف جوف الدار .
أول ندعة ضو.
**
ما بتسألنيش ليه ع اللي بيجرى لما بتجيني الجوابات؟
كيف جسمي يسخن ويبرد
وقلبي يرقص تحت التوب ..؟
النسمة تهل عليا اول مايخش جوابك
باعمل ولا كنه هاممني قدام الناس
أقلب واعدل في ايدي الظرف.
بعدين اتطلع للبسطاوي.
وأقولله..
طب خش اقراه
وحشة
الدار من غيرك يا أبو عزيزة
هِــوّ .
وعزيزه وعيد ..
من غيرك يا حراجي
زي اليُتما في العيد .
الواد على صغره حاسس بالغربة والبعد .
ولا عاد حتى بيطلع يلعب في القمَارى مع الولِد .
اطلع وأخش ..
أطلع وأخش القاه .. غيمان
وكأنه محروق له دكان .
ويقوللي :
(( فين يامه أسوان؟
وأبا سابنا ليه يا مه؟
ما يمكن زعلان؟
عتاب
شهرين يا بخيل ؟
ستين شمس وستين ليل؟
النبي يا حراجي ما أطول قلبك
لاقطع بسناني الحتة القاسية فيه.
غربة
عارفه يا مرتي الراجل في الغربة يشبه إيه ؟
عود درة وحداني ..
فـ غيط كمون.
خوف
حسيت بالخوف ناشع في عروقي زي البرد .
قضينا الليلة الأولانية في أي مكان .
العين مشقوقة..
والبال ..
زي الغلة اللي بتسرسب من يد الكيال
وندهت عليكم قلت :
يا فاااااااااطنة أنا بنده
سامعاني ؟
سامعيني يا عيال.
النبي لولا الخوف واللومة من الرجالة ..
لركبت القطر وعدت
قبل ما أروح لموظف
قبل ما أرد سؤال.
وقعدت أعقل نفسي وأقول: يا حراجي يا بوووووي
أمال جيت ليه؟
الخايف من الغربة ما يجيش
اتحمل علشان كسوة عيد ..
ورغيف العيش
لكإنك ياخي رحت الديش
من خوفي يا مرتي
قعدت أهدي الرجالة.
شوق
في الليل يا حراجي تهف عليا ما عرف كيف ..
هففان القهوة.. على صاحب الكيف ..
وبامد إيديا في الضلمة ألقاك جنبي ..
طب والنبي صُح ......
ومش بكدب يا حراجي .
وبحس معاك إن الدنيا لذيذة.
**
مشتاق ليكي
شوق الأرض لبل الريق ..
شوق الزعلان.. للنسمة ..
لما الصدر يضيق
مشتاق ..
وإمبارح ..
قاعد.. قدامي عِرق حديد..
وفـ يدي الفحار ..
غابت عن عيني الحتة اللي أنا فيها..
وغابوا الأنفار
تحت الأنفاق .
الضلمة يا فاطنة
بتساعد على سحب الفكر.
**
ده احنا دخلنا ف رابع شهر
والأيام تقلانه عليّا يابوعيد.
وحكاية الشوق دي لا في الإيد
ولا ليها مواعيد.
وماله طب لما انتو تشتغلوا هناك
واحنا نشتاق ..؟
احنا عاجبنا شوقنا ليكم أحسن م الأنفاق.
اهتمام
وقوللي يا حراجي ..
بتاكل كيف؟
وبتلبس إيه؟ وبتقلع إيه؟
بتنام فين؟
قاعد في المطرح مع مين؟
مين اللي بيغسلك توبك
وبتتسبح فين؟
حزن
مسيت الدمعة فـ حزنك بإيدي..
مسيت الدمعة اللي في حزنك ..
ماعرف خدتك في حضاني
ولا إنتي خدتيني فـ حضنك.
تمني
ولقيت نفسي على بوابة جبلاية الفار ..
باخد الأحباب بالحضن
كانس كل دروب الجبلاية بديل توبي
طاوي كفوفي وبخخبط بيهم على صدر الدار
قلتلي: مين؟
مسيت الدمعة فـ حزنك بإيدي.
مسيت الدمعة اللي في حزنك ..
ماعرف خدتك في حضاني
ولا إنتي خدتيني فـ حضنك.
وعزيزة وعيد حواليا بيشدوا الجلابية.
ويشموا فـ غيبتي وفي إيديا..
وقعدت بيناتكم.. وبكيت.. وضحكت
لما لمحت عصايتي وتوبي ..
وفاسي .. ومداسي.
يمكن ساعة ..
وقف اللمهندس على راسي ..
ولمس كتفاتي بصابعه ..
قمت لفوق ..
طبطب على كتفي ..
وخدني من يدي بره النفقات في النور ..
ضيعنا نص نهار ..
أمومة
قلب الأم إن صابه الشوق يا بوعيد ..
يبقى أسخن من رمل القيالة لما يقيد
يبقى عش خراب بيصرخ على طيره.
وعلى أب عباس عارف أمه ..
مالهاش في الدنيا غيره ..
وإمبارح كانت وسط الحريمات ..
قاعده تمسح دمعتها .. فـ طرحتها وتقول :
اللي مانعني من الموت ..
اليوم اللي أشوف علي فيه متهني وفاتح بيت ..
يومها أقول للدنيا ضحكت عليكي
خلاص غوري.
قولله يشيع يا حراجي .. الناس زعلانه ..
كل الجبلاي واخده في خاطرها منه ..
وإمه عنيها كستها الدخانه ..
ندم
قولي يافاطنة للي بنقوللُه وللي ما بنقللّوش
الدنيا مش عيش بس ولا قروش
ولا غُطيان وفروش.
قولي يا فاطنة للكل
ان احنا كنا هُبل
وضَيعنا العمر فاشوش.
حتقولي عليا اتجنيت ولا عْييت
ويا ريتني ما رحت الداهية اللي مسمينها أسوان
ولا كنت طلعت من البيت.
لا يا فاطنة اللي بيقول ده
هو حراجي اياه.
بس اللي قَلب راسي يا فاطنة مش سهل.
طب وحياة أولادي ساعات اصحي في الليل
عيني تتْمطّ يا فاطنة وارقبكم بين النجم
واعرف إن احنا ماكناش أهل
طب كيف أهل يا فاطنه؟
عتاب
عزيزة دلوقتي بتنطُق
بتقول أمبوه
فيه عيل يقول أمبوه قبل ما ينده على أبوه؟
أهي هيّه البت عزيزة
مانت غايب عاد
تعليقات الفيسبوك