اسم العنبر يجعل من يسمعه يشعر أنه شيء جميل وناعم، وربما يعتقد البعض أنه زهرة أو نوع من السوائل، ولكن الأمر ليس كذلك، فبالرغم من أن الاسم يوحي بالفخامة، إلا أنه في الواقع يستخرج من "قئ الحيتان"، وفقا لموقع "all that's interesting".
العنبر شكله الأصلي هو ماده شمعية لاصقة مثبتة على جدران الأمعاء عند حيتان العنبر، وتكوين العنبر لا يتم إلا عند نوع من الحيتان يسمى العنبر، وعلى الرغم من أن العلماء لا يعرفون سببا محدد لوجوده، إلا أن الاعتقاد الأكثر شيوعًا هو أن العنبر يستخدم في التقاط الأشياء المزعجة، مثل مناقير الحبار أو الأشياء الأخرى التي يأكلها الحوت، ليجعلها أسهل في الهضم.
وعلى الرغم من كونه يشاع أنه عبارة عن قيء الحيتان، إلا أنه يغادر أحشاء الحيتان أحيانا من فتحاتها الشرجية، أي يكون برازا، وتشير التقديرات إلى أن 1% فقط من حيتان العنبر ينتج مادة عنبر قابلة للاستخدام.
وبمجرد خروج العنبر الشمعي من أمعاء الحيتان، يكون لونه رمادي أو أسود باهت، ويتسلل عبر الماء، ويتصلب بمرور الوقت، وفي نهاية المطاف، يطفو على سطح الماء، ثم إلى الشاطئ، وعادة ما يكون للعنبر رائحة برازية بحرية، وبمرور الوقت، ومع التصلب، يكتسب رائحة جيدة.
ومن المعروف أنه من الصعب العثور عليه، لأنها يشبه في الغالب الصخور الموجودة على الشاطئ، وبسبب ندرته يمكن أن يصل سعر بيع إلى آلاف الدولارات.
قديما، استخدم المصريون القدماء العنبر كعطر، والأوروبيين في العصور الوسطى أيضا استعملوه كرائحة تغطي على رائحة الموت الذي يسببه الطاعون.
قررت شركات صناعة العطور استخدام العنبر كعامل في تكوين العطور، فهو يساعد على إرخاء العطور على البشرة، وتكثيف رائحة العطور.
ومع نمو الطلب، ازداد الجدل، وتسببت صناعة العنبر المزدهرة في القرنين 18 و19، بقتل ما يقرب من 5 آلاف في السنة، وبدأت أعدادها تنخفض بسرعة، وهذا على الرغم من أنه لا يستخرج العنبر من الحيتان نفسها، بل هو مجرد منتج ثانوي، إلا أن أولئك الذين يعارضون الصناعة قمعوا تجارة العنبر، وأصروا على أنها ساهمت في الذبح الجماعي لحيتان العنبر.
وأدى الجدل في نهاية المطاف إلى حظر بيع العنبر في أستراليا والولايات المتحدة، كجزء من قانون الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وصارت معظم شركات تصنيع العطور تلجأ إلى العنبر الاصطناعي، ولكن في الأماكن التي تزدهر فيها صناعة العطور، مثل المملكة المتحدة وفرنسا، تظل تجارة العنبر قانونية.
تعليقات الفيسبوك