قبل أن يصبح فنانًا ونجمًا معروفًا، تعرض محمد فوزي إلى واقعة غريبة في بدايته حياته، وضعته آنذاك في مأزق لن يناساه، وروى وقائع تلك "الخناقة" على صفحات مجلة الكواكب في عددها الصادر في أبريل عام 1949.
يقول محمد فوزي: "كنت طالبًا فى مدرسة شبين الكوم الثانوية وكنت مشهورًا بين أصدقائي بحبي المجنون للموسيقى والغناء، وعندما أقيم مولد لأحد الأولياء بإحدى القرى المجاورة لقريتى، انتهزت الفرصة واتفقت سرًا مع أحدهم على إحياء سرادقه المتواضع ببعض الأغاني من تلحيني وتأليفي وإلقائي".
في ليلة المولد توجه الفان محمد فوزي إلى السرادق مصطحبًا معه طالبين من هواه الموسيقى، وبينما اندمج فوزي في الغناء جاءه شيخ الغفر وأخبره "حضرة البيه الظابط عايزك حالًا"، فقال له "اذهب إليه وقل له إننى لا أستطيع الحضور الآن، وسأمر عليه عقب انتهاء الحفلة".
ذهب شيخ الغفر وجاء معه 10 غفراء وقال له بصوت عالٍ "البيه بيقول لك إذا ما حضرتش دلوقتى هيبطل المولد ويلغي المساخر دي"، فأجابه على الفور: "أنا مش رايح له قبل ما أخلص من هنا".
وما كاد محمد فوزى أن يتم عبارته حتى انقض الغفر على المولد حتى كادت أرضية المولد أن تكون خالية من كل شيء ولاتسمع فيها إلا صياح أصحابها يتسألون عن سبب هذه النكبة؟ التى سرعان ما عرفوا أنه سببها، فأقبلوا عليه من كل حدب وصوب، وإذا به يجد نفسه مع أصدقائه محاطين بمجموعة من الناس الثائرين عليهم قائلين له "يعنى أنت تطلع إيه لما تتكبر على حضرة البية الظابط؟".
وقال آخر قد مد يده الغليظة إلى عنقه وأمسك بثيابه "اتفضل انجر قدامنا على الظابط". ويوضح فوزي: "جرنى فعلا وتقدمتني غازية، فلطمت العود بقبضتها فكسرته، وكان ذلك بداية معركة مروعة شبعنا فيها لطمًا ولكمًا وصفعات وروسيات ووقفنا جميعًا أمام حضرة الظابط ونحن ملطخون بالدماء".
ويضيف: "كانت دهشتي بالغة فعندما رأيت الظابط وجدته أحد أقاربي واعتذر لي عما أصابني وأخبرني أنه كان يطلبني حرصًا منه على كرامتي".
تعليقات الفيسبوك