عمر الشريف في لقطة من "دكتور زيفاجو"
احتفى أكثر من موقع إلكتروني مصري وعربي وعالمي بمرور 86 عاما على ميلاد الفنان المصري العالمي عمر الشريف، الرجل الذي اعتبره الكثير من أهم ممثلي جيله في مصر والعالم.
ووضع محرك البحث الأشهر والأضخم في العالم "جوجل"، صورة الفنان العالمي مع شعاره، احتفاء بيوم مولده، بل إن نتيجة "تريند جوجل" في العديد من دول العالم ومنها "أمريكا وبريطانيا وأستراليا والأرجنتين وتشيلي وكولومبيا واليونان" تصدرها اسم عمر الشريف، لكن ما سر تلك الصورة التي اختارها "جوجل" لـ"عمر الشريف"؟
ذكر موقع "الإندبندنت" البريطاني أن الصورة التي اختارها محرك البحث "جوجل" لعمر الشريف كانت من فيلم "دكتور زيفاجو"، المأخوذ عن رواية حملت نفس الاسم للكاتب الروسي بوريس باسترناك.
ولتلك الرواية قصة كبيرة بين روسيا وأمريكا، لعبت فيها المخابرات البريطانية والأمريكية دورا في تشويه سمعة الاتحاد السوفيتي وقتها، ومن الممكن أن يكون لهذا الأمر دورا في اختيار محرك البحث الأمريكي "جوجل" لتلك الصورة من "دكتور زيفاجو" في احتفائها بميلاد عمر الشريف، مع التوتر السياسي بين أمريكا وروسيا.
بدأت القصة عندما خط كاتب سوفيتي يدعى بوريس باسترناك رواية تحدثت عن الفترة الدموية المضطربة في روسيا بين عامي 1903 و1929، وتدور أحداثها عن شاعر وطبيب روسي وهو "يوري زيفاجو"، وتركز على الاضطراب السياسي الذي كان يسيطر في جميع الأوساط نتيجة "الثورة البلشفية" والحرب العالمية الأولى، ونتيجة لانتقاد باسترناك في روايته النظام الشيوعي والثورة البلشفية، لم يتمكن من نشرها في الاتحاد السوفيتي، وهوجم من الجميع هناك، لدرجة أن البعض اتهمه بالخيانة.
ووفقا لما نشرته "واشنطن بوست" في 2014عام، فإن بعض وثائق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي رفعت عنها السرية، ذكرت أن الوكالة كانت تنظر إلى الرواية على أنها تمثل تحديا للشيوعية وأنها طريقة تجعل المواطنين السوفيت يتساءلون عن قمع حكومتهم لأحد كتابهم العظام وتفصل هذه الوثائق تورط الوكالة في نشر الكتاب.
ففي تلك الأثناء، وبينما حظرت الحكومة السوفييتة الرواية، لم يفت الأمر على رجال المخابرات المخابرات البريطانية الذين أدركوا قيمة السلاح الكامن في أحداث "دكتور زيفاجو"، وأرسلت لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية نسختين مصورتين من صفحاتها وأوصت بنشرها في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية، بحسب "رويترز".
وبالفعل قررت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية نشر الرواية بلغات أجنبية لتوزيعها مجانا كطريقة لتشويه الاتحاد السوفيتي، لتصل إلى موسكو والدول التابعة للاتحاد السوفيتي وكانت تنقل من شخص لآخر، بينما حصل كاتبها الذي على جائزة نوبل في الآاداب عام 1958، إلا أنه رفض استلامها.
واستغلالا لنجاح الرواية التي مكنت بريطانيا وأمريكا من الإساءة للاتحاد السوفييتي، حولت لفيلم سينمائي حقق نجاحا كبيرا في 1965، وجسد شخصية "دكتور زيفاجو" الفنان العالمي عمر الشريف، وهو الدور الذي اختارت "جوجل" صورته فيه للاحتفال بمرور 86 عاما على ميلاد الفنان المصري العالمي، فهل كانت هذه مصادفة أم لا؟
تعليقات الفيسبوك