الأديب أحمد خالد توفيق
ربما لم تكن المهنة الأصلية لعدد لا يُستهان به من الفنانين سواء الممثلين أو الكتّاب بالأصل هي الفن، فالفن ليس حكرا على خريجين الكليات الفنية، حيث إنه طالما فرضت الموهبة نفسها على الساحة، لكن ما يمكن أن يلفت الانتباه أن تكون تلك المهنة الأصلية هي الطب، فتلك الدراسات الجافة بطبيعتها والتي تتطلب وقت والتزام وجهد ضخم، تختلف مع طبيعة الفن، إلا أنه هناك من استطاع تنفيذ تلك المعادلة بنجاح، سواء بالجمع بين المجالين أو بترك أحدهم لأجل الآخر في مرحلة ما، ليصبح في النهاية "الطبيب الفنان".
الدكتور أحمد خالد توفيق، يأتي ضمن القائمة من الأطباء الذين عملوا بمجال الأدب، قبل أن توافيه المنية، الاثنين الماضي، لتتبعه قلوب وأحزان جيل بأكمله نشأ بصحبة أعماله الأدبية، وسلاسله الشهيرة للجيب، ومن بينها، "ما وراء الطبيعة"، التي اعتبر أغلب محبيه بطلها الدكتور رفعت إسماعيل هو نفسه الدكتور "توفيق" وهو عرّابهم.
كان "العراب" أستاذا بقسم طب المناطق الحارة والحميات بكلية الطب جامعة طنطا، وحاول فتح عيادة أكثر من مرة لكن "صاحب بالين كداب" على حد وصفه في إحدى لقاءاته التليفزيونية، واكتفى بعمله كأستاذ جامعي فقط حتى يستطيع تقديم ذلك الكم من الإنتاج الأدبي، بجانب أنه مؤمن بأن "الحياة أقصر من أن نضيعها في العلاقات الاجتماعية"، فلا يهدر وقته في المقاهي أو التجمعات العامة.
الفنان يحيى الفخراني، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1971 من كلية الطب بجامعة عين شمس في القاهرة، ولم يمارس الطب سوى لفترة قصيرة عقب التخرج حتى احترف التمثيل وأولاه كامل اهتمامه، وذلك بعد فترة من العمل كهاو بفريق التمثيل بالكلية، وكانت أول أعماله كمحترف مسلسل الرجل والدخان عام 1973، ثم عرفه الجمهور وبدأ طريق الشهرة خلال مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا".
ورغم شهرته، إلا أن عزت أبو عوف، بالأصل طبيب نساء وتوليد، لم يرغب بالأساس في الالتحاق بكلية الطب لكنه لبى رغبة والده الذي أراد لنفسه ذلك في الماضي ولم يستطع بسبب ظروف الأسرة المادية، فتمنى ذلك المجال لولده، ومارس "أبو عوف" الطب لمدة ست سنوات لأجل إكمال حلم والده، ثم غير اتجاهه واستكمل مساره الموسيقي الذي بدأه سابقًا بمعهد "الكونسرفاتوار"، وكانت الموسيقى هي مدخله الأول إلى الفن، وكان عضوًا بعدد من الفرق الموسيقية في سبعينيات القرن الماضي، إلى أن أسس "فور إم" وهي فرقته الموسيقية بالاشتراك مع شقيقاته البنات، إلى أن جاءت التسعينات وكانت بداية "عزت" مع السينما، بأول أفلامه وهو "أيس كريم في جليم" مع المخرج خيري بشارة.
وإلى طب الأسنان أيضًا، ينتمي الفنان الشاب كريم فهمي، وكان أول ظهور له كممثل بمسلسل "عرض خاص" حيث قدم دور طبيب أسنان يترك الطب من أجل الفن، كما أنه برز ككاتب سيناريو حيث شارك في كتابة فيلم "أوضتين وصالة"، كما قام بتأليف أفلام "بيبو وبشير"، "مستر آند مسز عويس"، وفيلم "هاتولي راجل".
الكاتب والشاعر مدحت العدل، أحد أبرز أفراد عائلة "العدل" الفنية الشهيرة، عمل كطبيب أطفال لمدة 11 عامًا ثم انتقل للفن، وتفرغ له، وكان أيضًا فيلم "أيس كريم في جليم" هو نقطة الانطلاق، حيث كتب أغاني العمل للفنان عمرو دياب، وشارك بكتابة الحوار، ثم توالت المحطات المحورية بحياة "مدحت" وتاريخ السينما الحديثة، فقدم لها "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، "همام في أمستردام"، "شورت وفانلة وكاب"، "مافيا"، "الديلر"، وعدد من المسلسلات التليفزيونية مثل "محمود المصري"، "الداعية"، "فوق مستوى الشبهات".
كما أن الفنان الكوميدي فؤاد خليل، تخرج في كلية طب الأسنان عام 1961، وأول أعماله الفنية كانت مسرحية "سوق العصر" عام 1968، وتوالت مشاركاته خفيفة الظل بعدد من الأفلام خلال تلك السنوات مثل "البيضة والحجر"، "الشيطانة التي أحبتني"، و"انتبهوا أيها الأزواج"، وحديثًا شارك بأفلام "عايز حقي" و"جاءنا البيان التالي"، وتوفي "فؤاد" في شهر إبريل من عام 2012.
ورغم شهرته الضخمة بالأدب القصصي، إلا أن الكاتب المسرحي يوسف إدريس، حاصل على بكالريوس طب عام 1947، وتخصص فيما بعد بالطب النفسي، قدّم "إدريس" علامات أدبية وتحول بعضها إلى أعمال سينمائية مثل "الحرام"، "العيب"، "حادثة شرف"، ورواية "قصة حب" التي تحولت لفيلم "لا وقت للحب" من بطولة الفنانة فاتن حمامة والفنان رشدي أباظة.
وطبيب القلب المصري الشهير سمير الملا، ظهر في عدد من الأعمال الفنية في الأغلب بدور طبيب، مثل مسلسل "دموع في عيون وقحة"، "رأفت الهجان"، وفيلم "الإرهاب".
الفنان الشاب محمد كريم، درس الطب وتخرج من جامعة عين شمس، وقدم نفسه في عدد من الأعمال الفنية أولهم مسلسل "أحلام مؤجلة" عام 1999، ثم مسلسلات "بنات أفكاري"، "مسألة مبدأ"، وللسينما قدم "كريم" أفلام "يوم الكرامة"، "الريس عمر حرب"، و"حين ميسرة".
تعليقات الفيسبوك