تختلف عادات الشعوب التي ترتبط بالطعام، وتحمل خصوصية خاصة حول معتقداتها وحضاراتها، فكان المصريون القدماء يحرمون بعض الطعام مثل أنواع من السمك.
وعن اللحوم والمنتجات الحيوانية جاءت من نصيب علية القوم، حيث كانت أرجل الماشية "الكوارع" وجبة ينالها المحظوظون، وكانت الماشية تربى على مجال واسع في مصر القديمة، واستخدمت ألبان الأبقار في الطعام وشراب الأطفال والدواء أيضا، وجسدت بعض النقوش الملوك وهم يرضعون من الأبقار منهم "حتحور".
وأوضح مجدي شاكر الباحث الأثري، إن الأغنام والماعز والخنازير كانت تؤكل حيث ذكر الخنزير في قوائم الجرد والتعداد الحيواني، وكانت المستحضرات الدوائية تضم بعض من منتجات الخنازير، إلا أن هناك تباين في الرأي بين الأثريين في مسألة أكله من عدمه.
وأضاف شاكر، أن تربية الدجاج لم تعرف إلا في عصر البطالمة، وأن السمك كان الطعام المتوفر بشكل كبير، نظرًا لوجوده في النيل والبحيرات وكان يتم صيده بالشباك والرماح والحراب والفخاخ، وكان المصريون يستهلكون كميات كبيرة منه، وأن الكهنة حرموا بعض أنواعها، وأرجعت السبب أنها تغذت على قضيب أوزيريس بعد قتله على يد أخيه ست.
وقالت هدى كمال الباحثة الأثرية لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إنه في مصر ومنذ آلاف السنين كان قدماء المصريون يعيشون على ضفاف نهر النيل، وكانت المهنة الأكثر انتشارًا هي الزراعة نظرًا لتوافر الموارد الطبيعية من المياه والتربة الخصبة، وهو ما ساهم في الحفاظ على بعض المحاصيل المستخدمة حتى يومنا هذا كعناصر أساسية في الغذاء.
ضمن هذه الأشياء الشعير والقمح الجبلي وقمح الدقيق الذي عرف خلال فترة متأخرة، وكان رغيف الخبز هو المصدر الرئيسي للكربوهيدرات، ويصنع بأشكال متعددة ووصل حتى إلى 40 صنفًا، وبعضه يحشى بالعجوة ومنه خبز الكماج وهو شديد البياض، ويعجن دون خميرة وأيضا خبز الخشكار وهو خبز الفقراء ذا اللون الأسود وكان يصنع من الدقيق غير المنخول، وخبز السميد وهو أغلى أنواع الخبز حيث كان يصنع من أرقى أنواع الحبوب والخبز الشمسي ومازال يخبز حتى الآن في صعيد مصر بتعريضه للشمس وخبز البقسماط وهو خبز مملوكي محمص على شكل مربع كان يأخذ في السفر.
وكانت "البيرة" أو "الخمير" المستخدمة في الدقيق لنفخه تصنع من الشعير، المحصول الرئيسي.
أما البقول فكان العدس واللوبيا والحلبة والبسلة والترمس والحمص والفول من الأطعمة الرئيسية، وشملت الخضروات "الفول والكرنب والحمص والملانة والخس والثوم والبصل والبسلة والكرات، في حين كان اعتماد الفاكهة على العنب الذي استخدم في صناعة النبيذ والرمان والتفاح والبلح السيوي كان من أهم الفواكه وكانت تصنع منه العجوة وأيضا من الفاكهة الدوم والكمثرى والجميز والبطيخ، كما استخدمت الزيوت في الطهي وفى أغراض طبية وكانت تنتج من حبوب الكتان وبندق أشجار المورنجا.
تعليقات الفيسبوك