التحدي هو مفتاح شخصيته، يثير شهيته لأشياء كثيرة في الفن والحياة، فعندما يغيب عنه كان حماس عبدالحليم يفتر وتأخذه اهتمامات صغيرة تزعجه، ولكن كان يتمتع بميزة غريبة هي أن الفن فوق أي إغراءات، وكانت أعظم ممارسة للحب فى حياته هي حالة الغناء وحدها، وكان يبدو عملاقاً وهو يغني، صادقاً، شفافاً.
في وقت ما، غاب التحدي عن حليم وجذبته النساء كعادتهن، وكان بعض المقربين منه يزينون هذه الجلسات فكان مستمتعاً بخفة ظلها ورخصها، وكانت إحدى رياضته الذهنية المفضلة هى ممارسة "التفاهة" من فرط هموم كثيرة كانت تسكن صدره وجسده الممزق بالحقن، حسبما ذكر الكاتب الصحفي مفيد فوزي في كتابه "صديقى الموعود بالعذاب".
كان عبدالحيلم حافظ عنيد بإفراط و"سهراته الرخيصة" كانت دائما عزاء عن معركة خاسرة في حياته، سواء كانت معركة عاطفية عاد منها منكسراً، فكان يسلي نفسه بالضحك والفرحة لينسى أحزانه المرهقة، فهو مولود للحزن الذي استطاع بذكاء الفنان أن يوظفه في فنه.
فضلاً عن أنه كان مولعاً بالتجديد والمغامرة في الغناء، وربما كانت أحلى نزواته العاقلة ممارسة الغناء، حتى استطاع أن يجعل من شلالات الحزن طاقة فن أحسن الناس بلهبها، فعندما كان يضحك بهستريا كان يخفي دموعاً تكاد تندفع كشلال مياه، لذلك كان يختار في سهراته نوعية من البشر لاتفكر أو تتأمل أو تملك القدرة على مواجهته.
تعليقات الفيسبوك