لم تتوقف الشائعات التي حاصرت العندليب الأسمر والسندريلا منذ أن ارتبطا معًا بقصة حب، بل وامتدت إلى ما بعد وفاة كل منها، ورغم أن الكثيرين يعلموا أن عبدالحليم حافظ، ممنوع من الزواج بأمر الطبيب، إلا أنهم أشاعوا زواجه بالسندريلا، وربما يرجع ذلك إلى السّرية والكتمان التي كان يتميز بها عبدالحليم في حياته بشكل عام وعلاقاته بشكل خاص.
يقول الكاتب الصحفي والإعلامي مفيد فوزي في كتابه "صديقي الموعود بالعذاب" الذي كتبه في حب صديقه المقرب عبد الحليم: "كان عبد الحليم متهورًا ومن الممكن أن يفقد عينه في مشاجرة فحينما كان في طريقه إلى استديو مصر لإجراء مونتاج إحدى أغانيه لمح سيارة سوداء تطاردها سيارتان، وكان حليم يقود سيارته بنفسه فأسرع ليرى المشهد الغريب في شارع الهرم، فاكتشف أن سعاد حسني داخل السيارة فإذا به يطلب منها أن تتوقف، فتوقفت السيارتان التي تطاردها.
نزل عبدالحليم وتوجه إلى واحد من الشبان الذي كان يقود إحدى السيارتين فأمسك به وكاد أن يخنقه فعندما رأى الشبان عبدالحليم اعتذروا له وقالو له: "شقاوة"، فرد عليهم بطريقته: "لا.. غلاسة وقلة أدب وعدم حيا"، ومنذ تلك اللحظة وعبدالحليم يحب سعاد حسني، ويغار عليها بجنون وكان يريد أن يعيد ترتيب حياتها إذا كان يقول لصديقه مفيد فوزي: "مش عاجباني طريقة عيشتها.. ومش عجباني الطريقة اللي بتشتغل بيها، وفلوسها اللي بتتصرف بطريقة غريبة.. وبيتها مش بيت فنانة لها اسم.. ده يمكن بيت كومبارس أفضل من بيتها".
فكان عبد الحليم مهمومًا بمشاكل سعاد حسني ويعبر عن هذا الاهتمام باستمرار، فعندما كان يأتي من رحلة سفر يطلبها تليفونيًا ويقول لها: "عندك شاي نضيف يا بنتي ولا أجيب معايا؟ عندك فناجين ولا اتكسرت كلها؟ عندك سكر قوالب ولا قزقزتيه؟".
وكانت سعاد حسني تحب اهتمام عبدالحليم وفي لحظات كان يتوهج الحب في عيناها وتشتاق له، لكن الشيء الوحيد الذي قتل العلاقة هو حرص عبدالحليم على سريتها إذ كانت سعاد تتمنى أن يعلن عبد الحليم علاقتهما لكل الناس، إلا أن عبدالحليم كان إذا سأله الصحفيين عن علاقتهما ينفي قائلاً: "نحن زملاء.. هو كل زمالة حب"، وحيرت تصرفاته هذه جميع من حوله حتى صديقه المقرب مفيد فوزي قال مستغرباً: "تصرفاته مع سعاد عكس ما يعلنه كيف ذلك؟".
ومات حليم ولم تعرف سعاد حسني سر تضارب أقواله مع أفعاله، ولكن الكاتب إحسان عبدالقدوس كان يرى أن حليم ضحى بحبه في سبيل فنه الذي كان بالنسبه له سلطان يأمره فيطيعه، ويعتقد إحسان أن حليم لم يحب في حياته حبًا حقيقًا مكملاً سوى سعاد حسني : " عبد الحليم ذبح حبه في معبد فنه فكان يرى أنه كفنان يجب أن يحيا منطلقًا لاشيء يقيده أو يحاسبه".
وأكد إحسان عبد القدوس: "مازلت أردد أنه لم يحب في حياته حبًا صادقًا سوى مرة واحدة فقط وهي سعاد حسني وفي أزماته الصحية الشديدة لم يكن أحد بجواره سواها في أزماته النفسية الحادة لم يكن يطلب مخلوقاً فى الوجود سوى سعاد حسني".
وأضاف عبدالقدوس، أن عبد الحليم لم يتزوج سعاد حسني لأن فنه أكبر من الارتباط بالحب، ولقد تعذبت سعاد حسني كثيرًا من علاقتها بعبدالحليم حتى المرض فأسدلت هي بنفسها الستار قبل أن يصيبها الجنون، واستراحت عندما عادت قوية لاتضعف أمامه وأمام صوته المتهدج في التليفون".
تعليقات الفيسبوك