أحمد زكي
من اللحظة الأولى التي يظهر فيها أمام المشاهد يجبر الجميع على التفكير، من هذا الشخص؟ ولماذا هو ملقى على الشاطئ في تلك الوضعية، وحتى عندما يستفيق من إغمائته لا يدرك المشاهد إلى أين هو ذاهب، إلى أن يتحول التساؤل إلى إعجاب بمدى ذكاء الشخص الذي اتضح أن اسمه "رأفت"، بعد أن تمكن من الحصول على حقه المسلوب من رفيقه "مراد" بحيلة ذكية، وتستمر التساؤلات في طرح نفسها على المشاهد كما كان الحال في أول الأمر.
من هو رأفت هذا؟
ولماذا هدد مراد في بيته؟
في براعة عهدها كل من قرأ لأديب نوبل نجيب محفوظ، نسج الرجل خيوط قصته "الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين"، ليتلقفها مبدع آخر وهو أسامة أنور عكاشة الذي كتب لها السيناريو والحوار، ليخرج للنور مسلسلا من 7 حلقات، يعتبر من الأعمال النادرة للراحل أحمد زكي.
وعندما تجتمع كل تلك المواهب في عمل واحد، يصبح المشاهد على موعد مع المتعة، فها هو "رأفت" يجوب الطرقات بعد أن أخذ نقوده ونجا من محاولة قتله، لكنه لا يدري إلى أين هو ذاهب، لنكتشف أنه فقد الذاكرة بعد شجاره مع المجرمين، ويحاول حجز غرفة في أحد الفنادق، إلا أنه لا يعرف من هو ولا يملك أي أورق لإثبات شخصيته، وللشبه الكبير بينه وبين زوج ابنة صاحب الفندق المتوفي يوافق على أن يعطيه غرفة.
تتعاطف "مها" ابنة صاحب الفندق مع "رأفت" للشبه الشديد بينه وبين زوجها الراحل، وتساعده في عمل إعلان في الصحف يوضح فيه فقدانه للذاكرة ويطلب ممن يعرفه أن يساعده، وهنا تفتح أبواب الجحيم عليه، بعد أن يتوصل إليه "مراد" عن طريق الإعلان، ويقوم بخدعة لخطفه حتى يحصل على الأموال الذي أخذها منه، لكنه يفلت من يديه مرة أخرى.
ويتوافد على الفندق العديد من الذين يدعون صلتهم بصاحب الصورة، فتارة يدعي رجل مسن أنه ابنه، ومرة أخرى يقول مكيانيكي أنه زميله في الورشة، لنكتشف في نهاية الأمر أن "رأفت" اسمه الحقيقي "حمدي"، وهو زوج "مها" بالفعل، لكنه "فقد الذاكرة مرتين".
المسلسل من إنتاج عام 1981، وكتب قصته نجيب محفوظ، والسيناريو والحوار لأسامة أنور عكاشة، والإخراج لناجي أنجلو، وبطولة كلا من "أحمد زكي، هالة فؤاد، شكري سرحان، جميل راتب، سعيد عبدالغني، محمد توفيق، سيد عبدالكريم، علي قاعود، إيمان".
تعليقات الفيسبوك