في بدايات 2016، روج في اليابان لاتجاه جديد في الموضة العالمية، بدمج ملابس الرجال مع غيرها المخصصة للنساء، ويقدم منتجا أقرب ما يكون إلى ملبس المرأة، يصاحبه مجموعة من صبغات الشعر و"ميك اب" العيون والحواجب والشفاه، التي يستخدمها الرجال تماما كما تفعل النساء.
حركة الموضة التي تحمل اسم "genderless kei"، و"kei تعني style)، أي "الشكل اللاجنسي"، ظهرت بشائرها في كتالوجات وعروض الموضة للفتيات والنساء عام 2015 في اليابان، قبل أن تتطور وتنتشر بصورة كبيرة في أحياء وشوارع بعينها في اليابان ومنها هاراجوكو بالعاصمة طوكيو.
وفي البداية، اعتقد البعض أن الحركة تعبر عن الميول الجنسي أو الأشكال التي يحب أن يرى الناس أنفسهم عليها، إلا أنها في الأساس حركة موضة، حتى ولو قادها أشخاص ذوو ميول جنسية مختلفة عن السائد، مثل جينكينج، الرجل ذو المظهر الأنثوي كليا.
الجدل الذي أثير حول الحركة، تركز في احتمالية أن تكون دعوة للشباب اليابانيين بتغيير جنسهم، وإجراء عمليات جراحية تحولهم إلى الجنس الآخر، إلا أن أتباع هذه الموضة ومؤسسيها، يرون أنه لابد من الفصل بين الجنس الذي ولدوا به، والذي يظل ثابتا على المستوى البيولوجي، وبين الـ gender أو السلوك والصفات التي تعبر عن المذكر والمؤنث، حيث يطلون بمظهر نسائي على مستوى الشعر والميكب والإكسسوارات والملابس، بينما يحتفظون بيولوجيا بأجسادهم الذكورية التي خلقوا بها.
الرجال الذين دأبوا على اتباع هذه الموضة، لا يمكن تفريقهم ظاهريا عن النساء، وهي ظاهر يابانية جديدة ربما ترتبط بظواهر أخرى متعلقة بالجنس الذي صار يؤرق الدولة صاحبة ثالث أقوى اقتصاد في العالم.
وتتجه بعض مدن اليابان نحو منح حرية أكبر لذوي الميول الجنسية المختلفة، إذ أقرت 7 مدن يابانية زواج المثليين جنسيا منذ عام 2015، آخرها مدينة "فوكو-أوكا" التي أقرته عام 2018.
أما ما يؤرق اليابانيون بشأن علاقتهم بالجنس، توضحه دراسة أجرتها جمعية "التخطيط الأسري"، على عينة قوامها أكثر من ألف شخص، وأدت الدراسة إلى نتائج غريبة مفادها أن 49.3% من عينة الدراسة لم يقيموا أي علاقة جنسية خلال الشهر السابق لإجراء الدراسة.
حالة "التبتل" التي أصابت المجتمع الياباني، صاحبها انخفاض متوقع وملحوظ في نفس الوقت، في معدلات الإنجاب، حيث يتجه اليابانيون إلى إقامة علاقات جنسية مع ألعاب ونماذج محاكاة للشريك، أكثر من الاهتمام بالنساء.
وترجع الدراسات انصراف اليابانيين عن الجنس، إلى الإرهاق المتزايد بسبب العمل، وتشير الدراسات إلى ارتفاع كبير في نسب الرجال والنساء الذين ينفرون أو لا يقبلون على العلاقات العاطفية والجنسية.
وشهدت اليابان العام الماضي، أكبر نسبة تراجع في عدد سكانها منذ عام 1986، حيث انخفضت معدلات المواليد بنسبة 2.9%.
وربما تكون موضة الـ "genderless kei" شكلا من أشكال التعاطي الغريب والنافر من قبل اليابانيين ناحية الجنس، واتجاها نحو تماهي أو توحيد نفسي وشكلاني بين الجنسين، وتقليلا من قيمة الجنس القائم في الأساس على الاختلاف أو تكامل الأدوار بين الذكر والأنثى.
تعليقات الفيسبوك