تُبذل جهود عديدة للاهتمام بإعادة تدوير المخلفات واستخدامها بشكل نافع بدلًا من تراكمها، قرر أحد الشباب الموهوبين استخدامها لتشكيل أشياء مختلفة من الشخصيات الخيالية ولعب للأطفال وتحف يمكن استخدامها لتزيين المكاتب الشخصية والمنازل وغرف الأطفال، ليدر على نفسه دخل من تدوير المخلفات.
محمد تكروني هو أحد الشباب من مدينة الأقصر، بدأ مشروعه في إعادة تدوير المخالفات باستخدام موهبته والتي ورثها عن والده منذ صغره، عن طريق تشكيل شخصيات خيالية وألعاب للأطفال وهدايا رومانسية ونماذج للدرجات النارية والسيارات بأكثر من طراز وشكل: "ليس مجرد موتوسيكل أو عربية أنا بهتم بالتفاصيل وممكن أصنع أي طراز يفضله أي شخص لتزين مكتبه أو منزلة".. ففي بعض الأوقات يطلب منه أصدقائه تصنيع سيارته المفلضة أو التي يعمل عليها مثل سائقوا الحافلات.
لم يتوقع الشاب العشريني أنه عندما يتبع نصيحة أصدقائه الذين يهاديهم كثيرًا بتحويل موهبته إلى مشروع تجاري يربح منه، أن يكون إقبال وإعجاب الناس بفكرته وبما يصنعه من مخلفات كبيرًا إلى هذا الحد.
وأطلق تكروني والذي يعمل فني معمل في التحاليل الطبية بمستشفى أسنا العامة صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كخطوة أولى قبل أن يفتتح معرضه أو متجر خاص به حيث يقول محمد التكروني أثناء حديثة لـ"الوطن": "الإقبال كان جيد والطلبات وصلت لعدد لا بأس بها، وكان تشجيع الناس لي بسبب الفكرة المثمرة أكثر شيء أسعدني".
لم يتوقف إبداع محمد في استخدام موهبته على الألعاب والتحف فقط ولكن قرر توثيق بعض التراث القديم في مجتمعنا فمثلًا، جسد الفلاح المصري وهو يقود "عربة الكارو" وخلفه زوجته، أو عربة بيع الفول والرماكب الشراعية، وغيرها من الأشكال من ثقافة مجتمعنا العربي والمصري: "على الأجيال القادمة معرفة كيف كان يعيش أجدادهم فالنظر للماضي يعيطنا الشعور بأهمية ما نحن فيه الآن".
كما صنع محمد الشخصيات الخيالية مثل سندريلا في عربتها الخاصة و"باتمان" يقود دراجته الهوائية وعروس البحر، وصنع أيضا شخصياته الخاصة به من وحي خياله والتي تثبت إبداع الموهوب المصري: "الفن لا يقف فقط على تجسيد ما نراه ولكن أيضا على تجسيد ما نتخيله ويجب أن يكون لك طابعك الخاص"، يقول محمد.
وفي خطوة للمشاركة في محاربة الغلاء وتقليل الإستيراد قرر محمد تصنيع فوانيس رمضان وعرائس المولد النبوي: "سمعت ان بلدنا تنفق الملايين من أجل استيراد مثل هذة الأشياء فقررت تصنيعها بشكل جميل ومن لا شئ وبيعها بسعر قليل"... فهو لا يتخيل -على حد قوله- أن تنفق البلد كل هذة الاموال في هذة الاشياء البسيطة.
تعليقات الفيسبوك