​

فجوة أرضية، بوابة لـ200 ألف عام ماضية، ظهرت بشكل مفاجئ في منطقة تعرف ببرودتها الشديدة وتغطي أرضها الجليد طوال العام منذ 25 عاما، إلا أن اللافت للنظر هو توسعها فيصل عمقها ما يقرب من 90 مترا.

"بوابة للعالم السفلي"، أوكما اطلق عليها السكان المحليين في سيبيريا "باتاجايكا" باللغة المحلية، نظرا لعمقها وضخامة حجمها، يصدر عنها أصوات مخيفة نتيجة لسقوط لتربة، حيث كشف بحث قدمه فرانك جونتر من معهد "ألفريد فيجنر" في ألمانيا عام 2016، أن الجدار الرئيسي للحفرة نمت بمقدار 10 أمتار سنوياً على مدى العقد الماضي.

تشكلت الحفرة بسبب ذوبان الجليد الذي كشف عن آثار لغابات مدفونة، وبقايا حيوانات، وسجلات مناخية لمئات آلاف السنين، ويعتقد العلماء بأنها مدخلا إلى الماضي، إلى ما قبل 200 ألف سنة مضت، إذ تكشف كيف أدى تغير المناخ منذ العصر الجليدي الأخير إلى إعادة تشكيل أو رسم المنطقة.

وقال جونتر لـ"بي بي سي" البريطانية، إن النمو المستمر يعني أن الحفرة أعمق وأعمق كل عام، هذه ليست أخبارا عظيمة لتغير المناخ.

وأوضح: "بدأ تشكيل الحفرة بعد إزالة قطعة كبيرة من الغابات في الستينيات، ولأن الأرض لم تعد مظللة من الحارة في الأشهر الصيفية، مما أدى إلى تآكل الأرض بسرعة أكبر، وذوبان الجليد، كما أن الفيضانات أدت إلى الذوبان الأسوأ، وساهمت في زيادة حجم الحفرة.

وقد سعت حملة استكشافية مؤخرا، لجمع عينات من النباتات والتربة، وكان يعتقد أن طبقات التربة كانت من حوال 120 ألف عام، إلا أن البروفيسور جوليان مورتون من جامعة "ساسكس" البريطانية، أكد العمر الصحيح هو حوالي 200 ألف سنة بعد أن قام بتفتيش الموقع قرب قرية باتاجاي في منطقة فيركويانسك.

ومن ضمن بقايا الغابات التي وجدت، كانت هناك عينات لحبوب اللقاح القديمة، وبقايا ثور "المسك" وماموث، وحصان ترجع إلى ما يقرب من 4 آلاف عام.

يقلق الباحثون، من من كميات الكربون التي يمكن أن تطلقها هذه الحفر، إذ تشير التقديرات العالمية إلى أن كمية الكربون المخزنة في الأرض تماثل تلك الموجودة في الغلاف الجوي، ويعد الكربون الموجود في الغلاف الجوي كان ولا يزال السبب الرئيس في ذوبان الجليد السرمدي، هذا يعني أن الحفر ستستمر في الاتساع، ما قد يؤدي إلى إطلاق المزيد من الكربون من الأرض إلى الغلاف الجوي.