يسير بجوار السيارات بحذر شديد على كرسيه المتحرك الذي يدفعه بيد واحدة، لينتقل به إلى مساره المعتاد من العجوزة إلى الهرم، من بداية اليوم حتى نهايته، من أجل أن يبيع حلواه "غزل البنات"، التي يعلقها على عمود حديدي في كرسيه.
يرافقه طوال رحلته اليومية سماع أغنياته الشعبية المفضلة على هاتفه المحمول "لازم أكافح واعمل اللي عليا عشان أعرف أعيش".
كل صباح يذهب هشام ربيع، إلى أحد جيرانه الذي يملك ماكينة صنع "غزل البنات"، يشتري منه عدة أكياس يسعى إلى بيعها طوال اليوم، ليعود بقوت يومه إلى زوجته وطفلته التي تبلغ سنة من عمرها، رافضًا رغم حالته الصحية فكرة عمل زوجته ومساعدته في مصاريف البيت "إحنا صعايدة وعيب الراجل يخلي مراته تشتغل يبقى عار علينا".
فقد الشاب الثلاثيني، يده وساقه اليسرى منذ عشرين عام، في حادث قطار "كنت ساعتها عيل صغير بعدي من فتحة عند كوبري الصنايع زي ما كنت بشوف الناس بتعمل لكن فجأة القطر جه.. صاحبي مات وأنا راحت رجلي وإيدي".
كان هشام يعمل خراطًا في إحدى الورش القريبة من منزله، منطقة لعبة بإمبابة، وهي المهنة التي حرم من ممارستها بعد إصابته "كل ما أشوف ماكينة خراطة قدام عيني لازم اعيط واتحسر على نفسي".
ومثله كمثل العديد من المصريين، يسعى دوما لتأمين مستقبل طفلته وأسرته في ظل ارتفاع الأسعار، متمنيًا أن يمتلك سيارة خاصة للمعاقين يعمل عليها سائقًا "نفسي الحاجة ترخص عشان الغلبان اللي زي يعرف يعيش".
تعليقات الفيسبوك