أدمن التدخين بشراهة، وحاول أن يتوقف عنه لكنه فشل مرارا وتكرارا إلى أن أصابه المرض ليضطر للتوقف عن ذلك، ليقول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عن ذلك في الجلسة الأولى للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي في 24 يوليو 1968 "لما سافرت إلى الاتحاد السوفييتي أجريت فحصا وكان لدى الأطباء السوفيتيين عدة توصيات وأولى هذه التوصيات أن أبطل السجاير والحمدلله بقالي 15 يوما مبطل سجاير".
كان يدخن يوميا أكثر من 60 سيجارة بحسب تأكيد عبدالمجيد فريد، أمين عام رئاسة الجمهورية، في كتابه كما قال منير حافظ، كان عبدالناصر مدخنا شرسا "وذات مرة كان يزوره مستر تالبوت وكيل وزارة الخارجية الأمريكية وقال لعبدالناصر يومها إن سجائر فيليب مورس أنتجت مؤخرا نوعا جديدا من هذه السجائر يحتوي الفلتر على طبقة الكبرون المسحوق المعامل بطريقته خاصة ليقلل نسبة النيكوتين والقار من السجائر"، وقال له عبدالناصر ساخرا "انتوا فلقتونا كل شوية تطلعوا سجاير شكل، وبعدين تقولولنا نسبة النيكوتين كام ونسبة التبغ إيه وكل الحكاية إنه ده كله غاز بيطلع في الصدر ويبهدله".
ويضيف منير حافظ: أذكر عندنا رافقته في رحلة العلاج التي سافر فيها إلى مصحة تسخالطوبو بالاتحاد السوفييتي عام 1968 وجاء الأطباء الروس للكشف عليه ثم أخذوا يتحدثون فيما بينهم باللغة الروسية ونظر عبدالناصر ناحية المترجم وسلطانوف وسأله "إيه الحكاية.. الدكاترة بيقولوا إيه يا سلطانوف"، فرد "بيقولوا يا فندم إنه سيادتك ضروري تتوقف تمام عن التدخين منذ عام وسيادتك لم تسمع الكلام"، واندهش عبدالناصر وقال "غريبة محدش أخبرني بذلك، وعلى العموم دي آخر سيجارة هاشربها" ثم بعد انتهائها ألقى بها في المطفأة ولم يعد للتدخين بعد ذلك حتى توفاه الله، ولم تتأثر حالته المزاجية على الإطلاق بهذا التوقف عن التدخين، وهنا تجلت وظهرت إرادته الحديدية.
تعليقات الفيسبوك