مكرونة أبوكريم في أثر النبي
بجانب عربة بسيطة وصغيرة، يقف الرجل ممسكا "كبشة"، يقلّب المكرونة قبل تقديمها لزبائنه في أطباق أو أكياس بلاستيكية حسب رغبتهم، دون أنّ يحدد قائمة أسعار لأطباق المكرونة على العربة كباقي المحلات، بـ"جنيه واحد" تستطيع تناول طبق مكرونة من عربة "أبوكريم".
رغم ارتفاع أسعار المكرونة والطماطم في السوق، يصر "أبوكريم" على مبدئه: "بشتري لوازم العربية بالتقسيط وربنا بيرزق ويسترها"، من خلال تلك العربة استطاع أبوكريم أن يكفي مستلزمات أولاده الأربعة، حتى دخولهم الجامعة وزواج اثنين منهما.
قبل أن يتجه لبيع المكرونة، عمل "أبوكريم" في النقاشة، لكن توقف سوق العمل بها، جعله يفكر في بديل يسانده في تربية أولاده، حتى قرر بيع المكرونة الفرن باللحمة، وبعد ارتفاع سعر اللحمة توقف عن استخدامها، رافضا استبدالها باللحمة مستوردة: "طلاما مبأكلش ولادي لحمة مستوردة في البيت، يبقى حرام آكلها لناس تانية".
30 عاما قضاها الرجل الستيني في بيع المكرونة بمنطقة أثر النبي، وسط ورش لتصليح السيارات ومدارس للمرحلة الابتدائية: "زبايني كلهم ناس على قد حالهم، عشان كده ببيع لكل واحد على قد فلوسه عشان الحال يمشي، ساعات يبقى في طلبة جعانة ومعهاش فلوس أديهم طبق مكرونة".
في الخامسة صباحًا، يبدأ "أبوكريم" تحضير المكرونة والصلصة بمساعدة زوجته، وينتهيان في العاشرة صباحا، يحمل الرجل الستيني المكرونة ويذهب بها إلى العربة، ساعات فقط، وينتهي من بيعها لزبائنه، ويعود لمنزله.
تعليقات الفيسبوك