"أنا الحمد لله ربنا أنعم عليا بنعمة عظيمة جدا، وهي النسيان، لأن لو أنا تذكرت كل الحاجات اللي عملتها مخي هيطق، وأعتقد الناس كلها كده بس بنسب متفاوتة".. اعتراف قاله الراحل صلاح جاهين، في لقاء نادر ببرنامج "أوتوجراف"، مستكملا "أنا في الحقيقة جزء كبير جدا من الحاجات اللي كتبتها نسيتها، لدرجة إن ممكن أسمع حد بيغني حاجة مثلا في مسرحية أقول دي حلوة قوي، يقولوا ليا ده أنت اللي كتبها".
تعددت مواهب صلاح جاهين، المولود في 25 ديسمبر عام 1930، بين رسم الكاريكاتير والشعر والمسرح والسينما، موضحاً في لقائه النادر، إنه كان يعشق التمثيل منذ طفولته، لكنه كان يخاف على مذاكرته: "أهلي كانوا متخوفين برضوا زي في البداية من التمثيل، وولدتي رفضت تماما وقالتلي أبدا مش هتشتغل ممثل".
بعد عمله فترة قصيرة في التمثيل، قرر "جاهين" أن يتوقف عن التمثيل متجها لرسم الكاريكاتير: "كنت في الأول برسم تعبيرات وديكور وناس واللي خلاني اتجه للكاريكاتير إني كنت بحب الصحافة قوي، وعايش في وسط الصحافة مع أحمد بهاء الدين ومصطفى محمود، فقولت أعمل الحاجة اللي أعرفها لأن أصلا كنت دارس فن"، مضيفا: "حاولت أزين الصفحات اللي بظبتها مع الكتاب، وكان في ناقد وجهني وقالي إنت حسك فكاهي ورسوماتك حلوة ارسم كاريكاتير، حتى جاء بهاء الدين رئيس تحرير روزاليوسف، وقالي تعالى ارسم الصفحات، ومن وقتها".
رغم استمرار "جاهين" فترة طويلة في رسم الكاريكاتير، والابتسامات التي كان يرسمها على الوجوه من خلال رسوماته، اصيب "جاهين" أكثر من مرة بالاكتئاب، بحسب ما قاله في اللقاء: "هو مرض المهنة لرسامين الكاريكاتير عموماً، كثير جدا من المهرجين أو رسامين الكاريكاتير عندهم اكتئاب، وأنا لفيت كتير في أمريكا ولندن وقابلت رسامين الكاريكاتير بتوع الصحف الأجنبية هناك، لاحظت على معظمهم إنهم مصابين بالاكتئاب برضه، وأنا أصبت بالاكتئاب كتير جدا".
اعترف "جاهين" أن زوجته قررت أن تعرضه على أكبر الأطباء النفسيين بالخارج، حتى تنتهي حالات الاكتئاب التي كانت تصيبه: "في مرة زوجتي قالت ليا أنا لازم أوديك لأكبر دكتور نفساني في العالم، فودتني على لندن، وقالت للدكتور دي حاجة غير معقولة إنت عارف جوزي في مصر بيشتغل رسام كاريكتير، راح قالها وإيه يعني ده كل رسامين الكاريكاتير عندهم اكتئاب ومن زبايني كان "فيكي"، ومكنتش أعرفه وقتها، وسألت عليه قالوا عليا ده رسام كاريكاتير مشهور وانتحر، وقتها كان عندي شعر، وقتها وقف".
تعليقات الفيسبوك