«كل حاجة اتغيرت من ساعة ما البتاع ده بقى فى كل بيت»، بصوت ضعيف تحدث عبدالقادر كساب، وهو يسند رأسه إلى عمود خشبى أمام باب داره، وإصبعه يشير إلى «دش» فوق سطوح جاره. ضمن تغييرات طرأت على الريف، فـ«التوكتوك» حل بديلاً عن التنقل بالحمار، والتروسيكل صار ينقل السماد، ومشهد الموتوسيكل فى الغيط أصبح عادياً.
لا يزال «عبدالقادر» محافظاً على حياته الريفية، لم يتخلَ عن الحمار مثلما فعل جاره، ولم يتّجه إلى شراء تروسيكل لنقل احتياجات المنزل أو الغيط من خلاله، فهو برأيه مضر للبيئة ومكلف ولا ينتمى إلى طبيعة قريته التى تتبع مركز القناطر: «الشباب الجديد مابقاش يركب الحمير، بيجيب له تروسيكل ينقل بيه السباخ، أو يجر بيه ماكينة الرى»، يحكى الرجل مشيراً إلى التروسيكل الذى يستقر أمام بيت الجار: «ده بحوالى 15 ألف علشان مستعمل، وله أعطاله وله مشاكله وبنزينه، ماعرفش على إيه تعب القلب ده».
الموقف بدا مختلفاً بالنسبة إلى تامر عواد، فالتروسيكل بالنسبة له أسرع فى نقل احتياجات الغيط أو المنزل: «بانقل على الحمار 9 نقلات سباخ مثلاً هاقعد فيهم حوالى 3 ساعات رايح وجاى، لكن التروسيكل هيشيل أكتر وهاخلص فى ساعة»، يحكى الشاب الذى اعتبر الأمر تطوراً: «مش هنفضل نتعامل بالحمار على طول».
فى مدخل قرية أجهور كانت التكاتك تصطف أمام موقف بمدخل القرية، ينظر إليها إحسان عبدالله ويتذكر ماضى قريته حين كانت التنقلات فيها لا تتم إلا بحمار أو حصان: «إحنا مش ضد التطوير، بس ضد التشويه، التوكتوك ده مكروه فى كل مكان، وبعدين طبيعة القرية محتاجة الحمار والحصان مش التوكتوك للتنقل». وعلى بُعد أمتار منه كانت أعداد كبيرة من الدراجات النارية بجانب عشة صغيرة يجلس فيها بعض العاملين فى الفلاحة، يملك شعبان راضى إحداها، ويعتبرها أفضل وأسرع فى التنقل: «من ساعة ما النت دخل والفضائيات والريف بيتغير شوية فى شوية»، يحكى ذو الـ29 عاماً، الذى يعتبر الأمر مجرد تطوير فى الأداة: «الحمار طبعاً أرخص بـ3 آلاف يوم ما يبقى عليه القيمة، بس شكلها وحش وأنا راكبه ورايح مشوار لواحد أو رايح الغيط حتى».
تعليقات الفيسبوك