"إن البلاء موكل بالمنطق" مقولة شهيرة يرددها الكثيرون، ومعناها أن الإنسان في سلامة من أمره ما لم يتكلم فيما لا يعرفه، وهذه المقولة لها أصل فى تاريخ العرب وخاصة عصر الإسلام.
وذكر كتاب "المنتقى من أمثال العرب" أن أول من قال هذه المقولة هو الصحابى الجليل ابو بكر الصديق رضى الله عنه، وذلك عندما كان الرسول "ص" يمر على القبائل يعرض نفسه عليهم، توجه أبوبكر الصديق وابن عباس إلى مجلس من مجالس العرب، فسألهم أبوبكر ممن القوم؟ فقالوا من ربيعه، فقال من هامتها أم لهازماها، فقالوا من هامتها العضمى نحن من ذهل الأكبر، فسألهم أبوبكر عن أشخاص معروفين بصفات مشهورة مثل عوف وبسطام وجساس بن مرة والحوفزان والمزدلف وغيرهم، فأجابوه قائلين: "لا"، ثم تابع أبوبكر الصديق أسئلته حتى يعرفهم أكثر فقال "أفأنتم أخوال الملوك من كندة؟ فقالو لا فرد عليهم أبوبكر الصديق لستم زهلا الأكبر بل أنتم ذهل الأصغر.
فقام إلى أبوبكر غلام يقال له دغفل فقال: "إن على سائلنا أن نسأله والعبء لا تعرفه أو تحمله"، يا هذا قد سألتنا فأجبناك ولم نخفى عنك شئ فمن أنت؟ فقال أبوبكر من قريش، فرد دغفل أنتم أهل الرياسة والشرف، وأخذ دغفل يسأل أبوبكر عن قبائل قريش، فأمسك أبو بكر زمام ناقته ورجع إلى الرسول فقال دغفل والله لو وقفت قليلا لأخبرتك من أنت من قريش بالتحديد فأنا اعرف القبائل جميعاً.
فلما رجع أبوبكر تبسم الرسول "ص" مما حدث، فقال له على ابن أبى طالب لقد وقعت فى مواجهة مع الإعرابى، فقال أبوبكر أجل إن لكل طامة طامة وإن البلاء موكل بالمنطق.
تعليقات الفيسبوك