أرشيفية
البديهة موهبة من الله فليست قاصرة على الكبار دون الصغار أو المتعلم دون الجاهل فقد توجد في الصبية والغلمان، حيث وجدت الموهبة عند أطفال العرب منذ صغرهم وهذا ما ثبت في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك.
فيحكى أنه بحسب إذاعة الشارقة، تعاقبت على الناس مدة أمسكت فيها السماء عن المطر فسائت أحوال الناس وجاعوا فتوجه أهل البيداء إلى هشام، يطلبون منه العون، فاستقبلهم واصطحب أهالي البيداء ولده معه وهو درواس بن حبيب وهو ابن العاشرة عاما، فوقعت عليه عين هشام فقال لحاجبه "ما شاء أحد أن يدخل على إلا دخل حتى الصبيان"، فعلم الصبي أنه المقصود بالكلام.
فوقف الطفل بين يدي هشام قائلا: "يا أمير المؤمنين إن الله تعالى إذا أعطى عبده قلبا حافظا ولسانا لافظا فإنه أعطاه الخير كله، وإن للكلام نشرا وطيا ولا يعرف ما في طيه إلا بنشره، فإن أذن أمير المؤمنين، فأعجبه كلامه فقال له أنشره لله".
فقال الطفل "يا أمير المؤمنين إنه أصابتنا سنون ثلاث، سنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة دقت العظم، وفي بيوت أموالكم فيض مال فإن كان للمسلمين فلماذا تمنعون عن أصحابه، وإن كان لله فلماذا تمنعونه عن عباده، وإن كان لكم فتصدقوا به فإن الله يحب المتصدقين، فعجب هشام وقال ما ترك الغلام عذرا من الثلات وأمر بفتح بيت المال وإعانة الوفود والمحتاجين، وأمر بـ1000 ألف درهم للطفل.
تعليقات الفيسبوك