فى أواخر كل عام، اعتاد الناس على توديعه بالشكاوى والغضب من أحداثه، لتبدأ دعوات التخلص منه تتلاحق، فى انتظار آخر جديد بشغف وتفاؤل لتحسين الوضع وتحقيق ما فاتهم، هذا العام انعكست الآية، وانقلبت الموازين بسبب دعاوى ارتفاع الأسعار وغلاء كل شىء مطلع 2018، حتى تسلل الخوف لقلوب الناس رافعين شعار «السنة دى أحسن من غيرها».
يقف محمد هانى، شاب عشرينى، يفكر فيما حدث هذا العام، يجده قاسياً ومؤلماً على الصعيد الشخصى وللبلد، ومع ذلك لم يرحب بقدوم عام جديد خوفاً من زيادة المآسى والمشاكل: «السنة دى جبنا آخرنا، انتهت بحادث الروضة والقدس، الحسنة الوحيدة إننا صعدنا كأس العالم»، مؤكداً أن القادم أسوأ، عكس المقولة المعروفة بأنه من المفترض أن يكون أفضل: «البدايات مش مبشرة خالص، الحال كل مدى بيسوء».
تعيش نجلاء حسن فى إحدى قرى محافظة الشرقية، الأيام بالنسبة لها أصبحت تشبه بعضها، لم تجد خيراً فى العام الحالى، ولم ترحب بالجديد: «الواحد بقى بيخاف لما يسمع إن سنة جديدة هتبدأ».
انتقلت حالة التشاؤم إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعى، حيث ظهرت فى تعليقاتهم بأن عام 2017 مهما كان سيئاً لن يكون أسوأ من القادم، وبدأت تتوالى منشورات زيادة أسعار البنزين، وحدوث كوارث تفوق ما شهده هذا العام، وأن الأفضل للجميع التمسك بكل دقيقة باقية والاستمتاع بها قدر المستطاع: «زمان الواحد كان بيفرح بالسنة الجديدة ويبدأ يحتفل، الفرحة دى اتحولت لخوف بسبب إن كل سنة بتطلع فى الآخر أسوأ»، حسب أحمد سعيد، الذى يدرس فى عامه الأخير بكلية الحاسبات والمعلومات.
تعليقات الفيسبوك