«المهرج» أو «البلياتشو».. هو أكثر شخص يستطيع أن يرسم البهجة على وجوه المواطنين، رغم أنه أحياناً يكون مثقلاً بالهموم والأحزان، لكنه ينسى همومه فى الوقت الذى يجتهد فيه لإسعاد الآخرين، وحين يحاول البحث عن سعادته بالانتقال من مكان إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى، لا يجد سوى الانتقاد وعدم تقدير الجهد الذى يبذله، هذا ما دفع الدكتور محمد بنوى، أستاذ بكلية الفنون الجميلة، إلى نحت تمثال للمهرج الحزين، من البوليستر والموزاييك الفسيفساء.
كان أكثر ما يشغل «محمد» فى صغره، هو كيف يمكن لمهرج أن يشارك فى سعادة الآخرين، وهو يشعر بالأسى والحزن، وهو ما جعله يصنع تمثالاً ليُجسّد الفكرة الأسطورية التى يقدّمها المهرج، ويبلغ ارتفاع التمثال المجسّم 130 سم، وعرضه 50 سم فى عمق 40 سم، واختار أن يصنعه من قطع الزجاج الفسيفساء، حتى يقاوم العوامل الطبيعية للمناخ، واستغرق فى صناعته ما يقرب من 30 يوماً، لنحته بالطين، ثم صبه فى قالب خاص به.
«المهرج هو أكتر واحد بيتبهدل فى كل مكان فى مصر وبره مصر، رغم أن شغله وهدفه كله يضحّك الناس، لكن الناس مش بتساعد فى سعادته».. كلمات عبر بها «بنوى»، عن تقديره واحترامه للمجهود الذى يبذله المهرج، لذلك حرص من خلال المجسم على تقديم جزء من العرفان للمهرج: «ومنها رسالة نوصل للناس أن إحنا ماشاركناش أن البلياتشو يفرح زى ما فرحنا، بالعكس إحنا بنستنفذه يضحكنا وبعدين مانهتمش بيه»، ويحتفظ بالمجسم الصغير داخل الجاليرى الخاص به، كما أنه قدّم واحداً آخر بحجم أكبر إلى أحد المولات الشهيرة.
تعليقات الفيسبوك