تعرضت منطقة جنوب شرق فرنسا التى يشتهر سكانها بتربية الأغنام لهجوم شرس من الذئاب التى تنتشر بكثرة فى هذه المنطقة وهو ما أثار قلق ومخاوف السكان، خاصة بعد أن فقدوا الكثير من قطيع الأغنام فى الوقت التى تحذر فيه الحكومة الفرنسية من قتل الذئاب بحجة الحفاظ على التوازن البيئى.
أثارت هذه المشكلة قلق الباحثين فى فرنسا حيث قاموا بجمع عينه من فراء الذئاب اوالجلود والجماجم والهياكل العظمية والعينات المجنسة الموجودة فى مخزن متحف الحيوان بستراسبوج "موسى زولوجيك دى لافيل" شرق فرنسا، ليحددوا من إين جاء الذئاب والمزيد من المعلومات عن هذا الحيوان المفترس الذى قدم من غرب أوربا.
وتتبنى فرنسا سياسة مستقبلية تجاه الذئاب حيث تعبرها عنصر أساسى من التراث الأوربى الطبيعى وتضع حدود كثير على قتلها، ومن ناحية أخرى تسعى للمحافظة على الأغنام، وتمكن المكتب الوطني للصيد والحياة البرية في فرنسا من تقدير عدد الذئاب حاليا الذى وصل إلى 360، مقارنة بــ292 في العام الماضي.
وقال إيفون لو ماهو مدير البحوث الفخرى بالمركز الوطنى للبحث العلمى لوكالة "فرانس برس" إنه فى قمة السلسلة الغذائية، تلعب الذئاب دورا رئيسيا فى الحفاظ على النظام الايكولوجى، مضيفاً، لقد اتضح بشكل واضح في الولايات المتحدة أن الفائض من الغزلان في الاحتياطيات المحمية أدى إلى تدهور البيئة.
"فقدنا 10% من قطيعنا فى ليلة واحدة" قالتها كيلر لابى التى تسكن فى مقاطعة سيدورن جنوب فرنسا وكانت تقوم بتربية القطيع على مدار 3 سنوات مع رفيقها يان رودانت الذى قال "كنا نعرف يوماً ما أن هجوم الذئاب سيحدث لنا ونحن نتقبل فكرة أن ياكل الذئب واحد أو اثنين من الأغنام، لكن عندما نجد 15 منها تذبح وتؤكل حتى الموت فهذا كابوس"، موضحاً أن هناك زوجان شابان قاما بشراء 150 رأسا من الأغنام لتربيتها، وعلى الرغم من بنائهم كوخا كبيرا لرعاية الأغنام إلا أنهم يعيشون فى خوف وحذر من أى هجمات جديدة.
والذئاب لها جذور تاريخية وتوجد فى العديد من قصص الأطفال التى من بينها الإصدارات الشهيرة للأخوان جريم وتشارلز بيرولت، فعندما كتب بيروت قصة "الرداء الأحمر الصغير" عام 1697 كانت عقب سلسة شرسة من هجمات الذئاب على الأطفال حيث قتلوا 500 طفل فى عام واحد بحسب جان مارك موريسو مؤرخ لذئاب فى فرنسا.
تعليقات الفيسبوك