لمبة جاز
أيام قليلة ونستقبل فصل الشتاء في توقيته الرسمي الذي يبدأ في الـ 21 من ديسمبر وعلى الرغم من قسوة الجو البادر الذي يمنع الكثيرين من القيام بمهام عملهم ويدعوهم إلى الكسل وملازمة البيت، فضلاً عن الأمراض التي تصاحبهم، إلا أن الكثيرين يفضلون فصل الشتاء عن غيره من فصول السنة وخاصة فصل الصيف وحرارته الشديدة.
الكثير من الناس يحتفظ بذكرياته مع فصل الشتا وخاصة "تحت المطر"، حسين عامر شاب في الخامسة والعشرين من عمره يحب فصل الشتاء لأنه يتطلب الكثير من النوم، ويتذكر الشتاء والكهرباء المقطوعة بفعل الأمطار والرياح الشديدة، ولكنه كان يستاء من المشي في ظل الوحل الذي يكسو الشوراع غير المرصوفة.
يقول: "الشتا حلو بس المشى فى الطين الصبح بدرى صعب الهدوم والجزم بتبوظ، وكان بيصعب على الناس الفقيرة اللي مش لاقية حاجة تلبسها وتدفيها فكنت بتمنى الشتا يخلص بسرعة".
أما محمد اللحوتي فيحب الشتاء رغم ذكرياته الأليمة التي حملها له عندما كان طفلاً، حيث انهال المطر على قريتهم بمحافظة البحيرة فأيقظته والدته والسقف يتساقط عليهم من شدة المطر، ولم يجدوا حلاً سوى أن يضعوا صينية الطعام النحاسية فوق الأسرة لتحميهم وهم أسفلها.
ورغم قسوة البرد وشدته إلا أنهم كانوا سعداء ويمازح بعضهم بعضاً "لما كنا صغيرين كانت الحياة صعبة شوية وكنا بنستنى المطر عشان نغني له وندعي ربنا ينجحنا، لكن لما كبرنا الظروف اتحسنت والشتا بقى أجمل لدرجة إن الجو لما يمطر بنزل اقعد في الشارع أو اتمشي ع الطريق".
أيضا يحمل الشتاء لرمضان الباشا مدير أحد المولات التجارية ذكريات جميلة، حيث تظل صورته عندما كان يتجول فى الطرقات مع خطيبته آنذاك عالقة في ذهنه إلى الآن "عندما كنت خاطب زوجتي كانت كل الفسح في الشتاء وتحت الأمطار"، كما أنه في طفولته كان يفضل لعب الكورة والوقوف تحت الأمطار خاصة مع انقطاع الكهرباء.
يقول :"البرد مع الضلمة بيكون شديد جداً وماكانش فيه حاجة نعملها غير نولع الشمعة ولمبة الجاز والبابور علشان نتدفى وننور البيت.. كانت أيام جميلة وكلها حب ونقاء".
تعليقات الفيسبوك